فصل في هديه في السلام والاستئذان وتشميت العاطس
ثبت عنه في الصحيحين عن أبي هريرة أن أفضل الإسلام وخيره إطعام الطعام وأن تقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف وفيهما أن آدم عليه الصلاة والسلام لما خلقه الله قال اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم واستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله وفيهما أنه أمر بإفشاء السلام وأخبرهم أنهم إذا أفشوا السلام بينهم تحابوا وأنهم لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا ولا يؤمنون حتى يتحابوا وقال البخاري في صحيحه قال عمار ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار وقد تضمنت هذه الكلمات أصول الخير وفروعه فإن الإنصاف يوجب عليه أداء حقوق الله كاملة موفرة وأداء حقوق الناس كذلك وأن لا يطالبهم بما ليس له ولا يحملهم فوق وسعهم ويعاملهم بما يحب أن يعاملوه به ويعفيهم مما يحب أن يعفوه منه ويحكم لهم وعليهم بما يحكم به لنفسه وعليها ويدخل في هذا إنصافه نفسه من نفسه فلا يدعي لها ما ليس لها ولا يخبثها بتدنيسه لها وتصغيره إياها وتحقيرها بمعاصي الله وينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله وتوحيده وحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه وإيثار مرضاته ومحابه على مراضي الخلق ومحابهم ولا يكون بها مع الخلق ولا مع الله بل يعزلها من البين كما عزلها الله ويكون بالله ولا بنفسه في حبه وبغضه وعطائه ومنعه وكلامه وسكوته ومدخله ومخرجه فينجي نفسه من البين ولا يرى لها مكانة يعمل عليها فيكون ممن ذمهم الله بقوله ( اعملوا على مكانتكم ) ( الأنعام 135 )
فالعبد المحض ليس له مكانة يعمل عليها فإنه مستحق المنافع والأعمال لسيده ونفسه ملك لسيده فهو عامل على أن يؤدي إلى سيده ما هو مستحق له عليه ليس له مكانة أصلا بل قد كوتب على حقوق منجمة كلما أدى نجما حل عليه نجم آخر ولا يزال المكاتب عبدا ما بقي عليه شيء من نجوم الكتابة والمقصود أن إنصافه من نفسه يوجب عليه معرفة ربه وحقه عليه ومعرفة نفسه وما خلقت له وأن لا يزاحم بها مالكها وفاطرها ويدعي لها الملكة والاستحقاق ويزاحم مراد سيده ويدفعه بمراده هو أو يقدمه ويؤثره عليه أو يقسم إرادته بين مراد سيده ومراده وهي قسمة ضيزي مثل قسمة الذين قالوا ( هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون ) ( الأنعام 136 ) فلينظر العبد لا يكون من أهل هذه القسمة بين نفسه وشركائه وبين الله لجهله وظلمه وإلا لبس عليه وهو لا يشعر فإن الإنسان خلق ظلوما جهولا فكيف يطلب الإنصاف ممن وصفه الظلم والجهل وكيف ينصف الخلق من لم ينصف الخالق كما في أثر إلهي يقول الله عز وجل ابن آدم ما أنصفتني خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك وكم تتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي ولا يزال الملك الكريم يعرج إلي منك بعمل قبيح وفي أثر آخر ابن آدم ما أنصفتني خلقتك وتعبد غيري وأرزقك وتشكر سواي ثم كيف ينصف غيره من لم ينصف نفسه وظلمها أقبح الظلم وسعى في ضررها أعظم السعي ومنعها أعظم لذاتها من حيث ظن أنه يعطيها إياها فأتعبها كل التعب وأشقاها كل الشقاء من حيث ظن أنه يريحها ويسعدها وجد كل الجد في حرمانها حظها من الله وهو يظن أنه ينيلها حظوظها ودساها كل التدسية وهو يظن أنه يكبرها وينميها وحقرها كل التحقير وهو يظن أنه يعظمها فكيف يرجى الإنصاف ممن هذا إنصافه لنفسه إذا كان هذا فعل العبد بنفسه فماذا تراه بالأجانب يفعل والمقصود أن قول عمار رضي الله عنه ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار كلام جامع لأصول الخير وفروعه وبذل السلام للعالم يتضمن تواضعه وأنه لا يتكبر على أحد بل يبذل السلام للصغير والكبير والشريف والوضيع ومن يعرفه ومن لا يعرفه والمتكبر ضد هذا فإنه لا يرد السلام على كل من سلم عليه كبرا منه وتيها فكيف يبذل السلام لكل أحد وأما الإنفاق من الإقتار فلا يصدر إلا عن قوة ثقة بالله وأن الله يخلفه ما أنفقه وعن قوة يقين وتوكل ورحمة وزهد في الدنيا وسخاء نفس بها ووثوق بوعد من وعده مغفرة منه وفضلا وتكذبيا بوعد من يعده الفقر ويأمر الفحشاء والله المستعان
فصل
وثبت عنه أنه مر بصبيان فسلم عليهم ذكره مسلم وذكر الترمذي في جامعه عنه مر يوما بجماعة نسوة فألوى بيده بالتسليم وقال أبو داود عن أسماء بنت يزيد مر علينا النبي في نسوة فسلم علينا وهي رواية حديث الترمذي والظاهر أن القصة واحدة وأنه سلم عليهن بيده وفي صحيح البخاري أن الصحابة كانوا ينصرفون من الجمعة فيمرون على عجوز في طريقهم فيسلمون عليها فتقدم لهم طعاما من أصول السلق والشعير
وهذا هو الصواب في مسألة السلام على النساء يسلم على العجوز وذوات المحارم دون غيرهن
فصل
وثبت عنه في صحيح البخاري وغيره تسليم الصغير على الكبير والمار على القاعد والراكب على الماشي والقليل على الكثير وفي جامع الترمذي عنه يسلم الماشي على القائم وفي مسند البزار عنه يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل وفي سنن أبي داود عنه إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام وكان من هديه السلام عند المجيء إلى القوم والسلام عند الانصراف عنهم وثبت عنه أنه قال إذا قعد أحدكم فليسلم وإذا قام فليسلم وليست الأولى أحق من الآخرة وذكر أبو داود عنه إذا لقي أحدكم صاحبه فليسلم عليه فإن حال بينهما شجرة أو جدار ثم لقيه فليسلم عليه أيضا وقال أنس كان أصحاب رسول الله يتماشون فإذا استقبلتهم شجرة أو أكمة تفرقوا يمينا وشمالا وإذا التقوا من ورائها سلم بعضهم على بعض ومن هديه أن الداخل إلى المسجد يبتدىء بركعتين تحية المسجد ثم يجيء فيسلم 8على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله فإن تلك حق الله تعالى والسلام على الخلق هو حق لهم وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية فإن فيها نزاعا معروفا والفرق بينهما حاجة الآدمي وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين بخلاف السلام وكانت عادة القوم معه هكذا يدخل أحدهم المسجد فيصلي ركعتين ثم يجيء فيسلم على النبي ولهذا جاء في حديث رفاعة ابن رافع أن النبي بينما هو جالس في المسجد يوما قال رفاعة ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي فقال النبي وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل وذكر الحديث فأنكر عليه صلاته ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه إلى ما بعد الصلاة وعلى هذا فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة أن يقول عند دخوله بسم الله والصلاة على رسول الله ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يسلم على القوم
فصل
وكان إذا دخل على أهله بالليل يسلم تسليما لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان ذكره مسلم
فصل
وذكر الترمذي عنه عليه السلام قبل الكلام وفي لفظ آخر لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم وهذا وإن كان إسناده وما قبله ضعيفا فالعمل عليه وقد روى أبو أحمد بإسناد أحسن منه من حديث عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه ويذكر عنه أنه كان لا يأذن لمن لم يبدأ بالسلام ويذكر عنه لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام وأجود منها ما رواه الترمذي عن كلدة بن حنبل أن صفوان بن أمية بعثه بلبن ولبأ وجداية وضغابيس إلى النبي والنبي بأعلى الوادي قال فدخلت عليه ولم أسلم ولم أستأذن فقال النبي ارجع فقل السلام عليكم أأدخل قال هذا حديث حسن غريب وكان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر فيقول السلام عليكم السلام عليكم
فصل
وكان يسلم بنفسه على من يواجهه ويحمل السلام لمن يريد السلام عليه من الغائبين عنه ويتحمل السلام لمن يبلغه إليه كما تحمل السلام من الله عز وجل على صديقة النساء خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لما قال له جبريل هذه خديجة قد أتتك بطعام فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة وقال للصديقة الثانية بنت الصديق عائشة رضي الله عنها هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته يرى ما لا أرى
فصل
وكان هديه انتهاء السلام إلى وبركاته فذكر النسائي عنه أن رجلا جاء فقال السلام عليكم فرد عليه النبي وقال عشرة ثم جلس ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه النبي وقال عشرون ثم جلس وجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه رسول الله وقال ثلاثون رواه النسائي والترمذي من حديث عمران بن حصين وحسنه وذكره أبو داود من حديث معاذ بن أنس وزاد فيه ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال أربعون فقال هكذا تكون الفضائل ولا يثبت هذا الحديث فإن له ثلاث علل إحداها أنه من رواية أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ولا يحتج به الثانية أن فيه أيضا سهل بن معاذ وهو أيضا كذلك الثالثة أن سعيد بن أبي مريم أحد رواته لم يجزم بالرواية بل قال أظن أني سمعت نافع بن يزيد وأضعف من هذا الحديث الآخر عن أنس كان رجل يمر بالنبي يقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له النبي وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه فقيل له يا رسول الله تسلم على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك فقال وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا وكان يرعى على أصحابه
فصل
وكان في هديه أن يسلم ثلاثا كما في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم ثلاثا ولعل هذا كان هديه في السلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغهم سلام واحد أو هديه في إسماع السلام الثاني والثالث إن ظن أن الأول لم يحصل به الإسماع كما سلم لما انتهى إلى منزل سعد بن عبادة ثلاثا فلما لم يجبه أحد رجع وإلا فلو كان هديه الدائم التسليم ثلاثا لكان أصحابه يسلمون عليه كذلك وكان يسلم على كل من لقيه ثلاثا وإذا دخل بيته ثلاثا ومن تأمل هديه علم أن الأمر ليس كذلك وأن تكرار السلام كان منه أمرا عارضا في بعض الأحيان والله أعلم
فصل
وكان يبدأ من لقيه بالسلام وإذا سلم عليه أحد رد عليه مثل تحيته أو أفضل منها على الفور من غير تأخير إلا لعذر مثل حالة الصلاة وحالة قضاء الحاجة وكان يسمع المسلم رده ولم يكن يرد بيده ولا رأسه ولا أصبعه إلا في الصلاة فإنه كان يرد على من سلم عليه إشارة ثبت ذلك عنه في عدة أحاديث ولم يجىء عنه ما يعارضها إلا بشيء باطل لا يصح عنه كحديث يرويه أبو غطفان رجل مجهول عن أبي هريرة عنه من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد صلاته قال الدارقطني قال لنا ابن أبي داود غطفان هذا رجل مجهول الصحيح عن النبي أنه كان يشير في الصلاة رواه أنس وجابر وغيرهما عن النبي
فصل
وكان هديه في ابتداء السلام أن يقول السلام عليكم ورحمة الله وكان يكره أن يقول المبتدىء عليك السلام قال أبو جري الهجيمي أتيت النبي فقلت عليك السلام يا رسول الله فقال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى حديث صحيح
وقد أشكل هذا الحديث على طائفة وظنوه معارضا لما ثبت عنه في السلام على الأموات بلفظ السلام عليكم بتقديم السلام فظنوا أن قوله فإن عليك السلام تحية الموتى إخبار عن المشروع وغلطوا في ذلك غلطا أوجب لهم ظن التعارض وإنما معنى قوله فإن عليك السلام تحية الموتى إخبار عن الواقع لا المشروع أي إن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذه اللفظة كقول قائلهم
( عليك سلام الله قيس بن عاصم % ورحمته ما شاء أن ُيترحما )
( فما كان قيس هلكه هلك واحد % ولكنه بنيان قوم تهدما )
فكره النبي أن يحيى بتحية الأموات ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم بها وكان يرد على المسلم وعليك السلام بالواو وبتقديم عليك على لفظ السلام وتكلم الناس هاهنا في مسألة وهي لو حذف الراد الواو فقال عليك السلام هل يكون صحيحا فقالت طائفة منهم المتولي وغيره لا يكون جوابا ولا يسقط به فرض الرد لأنه مخالف لسنة الرد ولأنه لا يعلم هل هو رد أو ابتداء تحية فإن صورته صالحة لهما ولأن النبي قال إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم فهذا تنبيه منه على وجوب الواو في الرد على أهل الإسلام فإن الواو في مثل هذا الكلام تقتضي تقرير الأول وإثبات الثاني فإذا أمر بالواو في الرد على أهل الكتاب الذين يقولون السام عليكم فقال إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم فذكرها في الرد على المسلمين أولى وأحرى وذهبت طائفة أخرى إلى أن ذلك رد صحيح كما لو كان بالواو ونص عليه الشافعي رحمه الله في كتابه الكبير واحتج لهذا القول بقوله تعالى ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام ) ( الذاريات 24 ) أي سلام عليكم لا بد من هذا ولكن حسن الحذف في الرد لأجل الحذف في الابتداء واحتجوا بما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي قال خلق الله آدم طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال له اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فقد أخبر النبي أن هذه تحيته وتحية ذريته
قالوا ولأن المسلم عليه مأمور أن يحيى المسلم بمثل تحيته عدلا وبأحسن منها فضلا فإذا رد عليه بمثل سلامه كان قد أتى بالعدل وأما قوله إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم فهذا الحديث قد اختلف في لفظة الواو فيه فروي على ثلاثة أوجه أحدها بالواو قال أبو داود كذلك رواه مالك عن عبدالله بن دينار ورواه الثوري عن عبدالله بن دينار فقال فيه فعليكم وحديث سفيان في الصحيحين ورواه النسائي من حديث ابن عيينة عن عبدالله بن دينار بإسقاط الواو وفي لفظ لمسلم والنسائي فقل عليك بغير واو وقال الخطابي عامة المحدثين يروونه وعليكم بالواو وكان سفيان ابن عيينة يرويه عليكم بحذف الواو وهو الصواب وذلك أنه إذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردودا عليهم وبإدخال الواو يقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوا لأن الواو حرف للعطف والاجتماع بين الشيئين انتهى كلامه وما ذكره من أمر الواو ليس بمشكل فإن السام الأكثرون على أنه الموت والمسلم والمسلم عليه مشتركون فيه فيكون في الإتيان بالواو بيان لعدم الاختصاص وإثبات المشاركة وفي حذفها إشعار بأن المسلم أحق به وأولى من المسلم عليه وعلى هذا فيكون الإتيان بالواو هو الصواب وهو أحسن من حذفها كما رواه مالك وغيره ولكن قد فسر السام بالسآمة وهي الملالة وسآمة الدين قالوا وعلى هذا فالوجه حذف الواو ولا بد ولكن هذا خلاف المعروف من هذه اللفظة في اللغة ولهذا جاء في الحديث إن الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ولا يختلفون أنه الموت وقد ذهب بعض المتحذلقين إلى أنه يرد عليهم السلام بكسر السين وهي الحجارة جمع سلمة ورد هذا الرد متعين