عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الجزء الثاني_زاد المعاد
تاريخ الاضافة 2007-11-25 04:59:06
المشاهدات 2255
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   


 سياق حجته رقم خمسة والاخير

وذكر أبو محمد بن حزم أنه رجع بعد خروجه من أسفل مكة إلى المحصب وأمر بالرحيل وهذا وهم أيضا لم يرجع رسول الله بعد وداعه إلى المحصب وإنما مر من فوره إلى المدينة وذكر في بعض تآليفه أنه فعل ذلك ليكون كالمحلق على مكة بدائرة في دخوله وخروجه فإنه بات بذي طوى ثم دخل من أعلى مكة ثم خرج من أسفلها ثم رجع إلى المحصب ويكون هذا الرجوع من يماني مكة حتى تحصل الدائرة فإنه لما جاء نزل بذي طوى ثم أتى مكة من كداء ثم نزل به لما فرغ من الطواف ثم لما فرغ من جميع النسك نزل به ثم خرج من أسفل مكة وأخذ من يمينها حتى أتى المحصب ويحمل أمره بالرحيل ثانيا على أنه لقي في رجوعه ذلك إلى المحصب قوما لم يرحلوا فأمرهم بالرحيل وتوجه من فوره ذلك إلى المدينة ولقد شان أبو محمد نفسه وكتابه وبهذا الهذيان البارد السمج الذي يضحك منه ولولا التنبيه على أغلاط من غلط عليه لرغبنا عن ذكر مثل هذا الكلام والذي كأنك تراه من فعله أنه نزل بالمحصب وصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة ثم نهض إلى مكة وطاف بها طواف الوداع ليلا ثم خرج من أسفلها إلى المدينة ولم يرجع إلى المحصب ولا دار دائرة ففي صحيح البخاري عن أنس أن رسول الله صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت وطاف به وفي الصحيحين عن عائشة خرجنا مع رسول الله وذكرت الحديث ثم قالت حين قضى الله الحج ونفرنا من منى فنزلنا بالمحصب فدعا عبدالرحمن بن أبي بكر فقال له اخرج بأختك من الحرم ثم افرغا من طوافكما ثم ائتياني هاهنا بالمحصب قالت فقضى الله العمرة وفرغنا من طوافنا في جوف الليل فأتيناه بالمحصب فقضى الله العمرة وفرغنا من طوافنا في جوف الليل فأتيناه بالمحصب فقال فرغتما قلنا نعم فأذن في الناس بالرحيل فمر بالبيت فطاف به ثم ارتحل متوجها إلى المدينة فهذا من أصح حديث على وجه الأرض وأدله على فساد ما ذكره ابن حزم وغيره من تلك التقديرات التي لم يقع شيء منها ودليل على أن حديث الأسود غير محفوظ وإن كان محفوظا فلا وجه له غير ما ذكرنا وبالله التوفيق وقد اختلف السلف في التحصيب هل هو سنة أو منزل اتفاق على قولين فقالت طائفة هو من سنن الحج فإن في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله قال حين أراد أن ينفر من منى نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كناية حيث تقاسموا على الكفر يعني بذلك المحصب وذلك أن قريشا وبني كنانة تقاسموا على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم ولا يكون بينهم وبينهم شيء حتى يسلموا إليهم رسول الله فقصد النبي إظهار شعائر الإسلام في المكان الذي أظهروا فيه شعائر الكفر والعداوة لله ورسوله وهذه كانت عادته صلوات الله وسلامه عليه أن يقيم شعار التوحيد في مواضع شعائر الكفر والشرك كما أمر النبي أن يبنى مسجد الطائف موضع اللات والعزى قالوا وفي صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي وأبا بكر وعمر كانوا ينزلونه وفي رواية لمسلم عنه أنه كان يرى التحصيب سنة وقال البخاري عن ابن عمر كان يصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويهجع ويذكر أن رسول الله فعل ذلك وذهب آخرون منهم ابن عباس وعائشة إلى أنه ليس بسنة وإنما هو منزل إتفاق ففي الصحيحين عن ابن عباس ليس المحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله ليكون أسمح لخروجه وفي صحيح مسلم عن أبي رافع لم يأمرني رسول الله أن أنزل بمن معي بالأبطح ولكن أنا ضربت قبته ثم جاء فنزل فأنزله الله فيه بتوفيقه تصديقا لقول رسوله نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة وتنفيذا لما عزم عليه وموافقة منه لرسوله صلوات الله وسلامه عليه


فصل


ها هنا ثلاث مسائل هل دخل رسول الله البيت في حجته


أم لا وهل وقف في الملتزم بعد الوداع أم لا وهل صلى الصبح ليلة الوداع بمكة أو خارجا منها فأما المسألة الأولى فزعم كثير من الفقهاء وغيرهم أنه دخل البيت في حجته ويرى كثير من الناس أن دخول البيت من سنن الحج اقتداء بالنبي والذي تدل عليه سنته أنه لم يدخل البيت في حجته ولا في عمرته وإنما دخله عام الفتح ففي الصحيحين عن ابن عمر قال دخل رسول الله يوم فتح مكة على ناقة لأسامة حتى أناخ بفناء الكعبة فدعا عثمان بن طلحة بالمفتاح فجاءه به ففتح فدخل النبي وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة فأجافوا عليهم الباب مليا ثم فتحوه قال عبدالله فبادرت الناس فوجدت بلالا على الباب فقلت أين صلى رسول الله قال بين العمودين المقدمين قال ونسيت أن أسأله كم صلى وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة قال فأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط قال فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه فقيل كان ذلك دخولين صلى في أحدهما ولم يصل في الآخر


وهذه طريقة ضعفاء النقد كلما رأوا اختلاف لفظ جعلوه قصة أخرى كما جعلوا الإسراء مرارا لاختلاف ألفاظه وجعلوا اشتراءه من جابر بعيره مرارا لاختلاف ألفاظه وجعلوا طواف الوداع مرتين لاختلاف سياقه ونظائر ذلك وأما الجهابذة النقاد فيرغبون عن هذه الطريقة ولا يجبنون عن تغليط من ليس معصوما من الغلط ونسبته إلى الوهم قال البخاري وغيره من الأئمة والقول قول بلال لأنه مثبت شاهد صلاته بخلاف ابن عباس والمقصود أن دخوله البيت إنما كان في غزوة الفتح لا في حجه ولا عمره وفي صحيح البخاري عن إسماعيل بن أبي خالد قال قلت لعبد الله بن أبي أوفى أدخل النبي في عمرته البيت قال لا وقالت عائشة خرج رسول الله من عندي وهو قرير العين طيب النفس ثم رجع إلي وهو حزين القلب فقلت يا رسول الله خرجت من عندي وأنت كذا وكذا فقال إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي فهذا ليس فيه أنه كان في حجته بل إذا تأملته حق التأمل أطلعك التأمل على أنه كان في غزاة الفتح والله أعلم وسألته عائشة أن تدخل البيت فأمرها أن تصلي في الحجر ركعتين


 


فصل


وأما المسألة الثانية وهي وقوفه في الملتزم فالذي روي عنه أنه فعله يوم الفتح ففي سنن أبي داود عن عبدالرحمن بن أبي صفوان قال لما فتح رسول الله مكة انطلقت فرأيت رسول الله قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا الركن من الباب إلى الحطيم ووضعوا خدودهم على البيت ورسول الله وسطهم وروى أبو داود أيضا من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال طفت مع عبدالله فلما حاذى دبر الكعبة قلت ألا تتعوذ قال نعوذ بالله من النار ثم مضى حتى استلم الحجر فقام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه هكذا وبسطهما بسطا وقال هكذا رأيت رسول الله يفعله فهذا يحتمل أن يكون في وقت الوداع وأن يكون في غيره ولكن قال مجاهد والشافعي بعده وغيرهما إنه يستحب أن يقف في الملتزم بعد طواف الوداع ويدعو وكان ابن عباس رضي الله عنهما يلتزم ما بين الركن والباب وكان يقول لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه والله أعلم


 


فصل


وأما المسألة الثالثة وهي موضع صلاته صلاة الصبح صبيحة ليلة الوداع ففي الصحيحين عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله أني أشتكي فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة قالت فطفت ورسول الله حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ ب ( والطور وكتاب مسطور ) فهذا يحتمل أن يكون في الفجر وفي غيرها وأن يكون في طواف الوداع وغيره فنظرنا في ذلك فإذا البخاري قد روى في صحيحه في هذه القصة أنه لما أراد الخروج ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج فقال لها رسول الله إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت وهذا محال قطعا أن يكون يوم النحر فهو طواف الوداع بلا ريب فظهر أنه صلى الصبح يومئذ عند البيت وسمعته أم سلمة يقرأ فيها بالطور


 


فصل


ثم ارتحل راجعا إلى المدينة فلما كان بالروحاء لقي ركبا فسلم عليهم وقال من القوم فقالوا المسلمون قالوا فمن القوم فقال رسول الله فرفعت امرأة صبيا لها من محفتها فقالت يا رسول الله ألهذا الحج قال نعم ولك أجر فلما أتى ذا الحليفة بات بها فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دخلها نهارا من طريق المعرس وخرج من طريق الشجرة والله أعلم في الأوهام


فصل


فمنها وهم لأبي محمد بن حزم في حجة الوداع حيث قال إن النبي أعلم الناس وقت خروجه أن عمرة في رمضان تعدل حجة وهذا وهم ظاهر فإنه إنما قال ذلك بعد رجوعه إلى المدينة من حجته إذ قال لأم سنان الأنصارية ما منعك أن تكوني حججت معنا قالت لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدي وابني على ناصخ وترك لنا ناصخا ننفخ عليه قال فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان تقضي حجة هكذا رواه مسلم في صحيحه وكذلك أيضا قال هذا لأم معقل بعد رجوعه إلى المدينة كما رواه أبو داود من حديث يوسف بن عبدالله بن سلام عن جدته أم معقل قالت لما حج رسول الله حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله فأصابنا مرض فهلك أو معقل وخرج رسول الله فلما فرغ من حجه جئته فقال ما منعك أن تخرجي معنا فقالت لقد تهيأنا فهلك أبو معقل وكان لنا جمل وهو الذي نحج عليه فأوصى به أبو معقل في سبيل الله قال فهلا خرجت عليه فإن الحج في سبيل الله فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمري في رمضان فإنها كحجة


فصل


ومنها وهم آخر له وهو أن خروجه كان يوم الخميس لست بقين من ذي القعدة وقد تقدم أنه خرج لخمس وأن خروجه كان يوم السبت


 


فصل


ومنها وهم آخر لبعضهم ذكر الطبري في حجة الوداع أنه خرج يوم الجمعة بعد الصلاة والذي حمله على هذا الوهم القبيح قوله في


الحديث خرج لست بقين فظن أن هذا لا يمكن إلا أن يكون الخروج يوم الجمعة إذ تمام الست يوم الأربعاء وأول ذي الحجة كان يوم الخميس بلا ريب وهذا خط فاحش فإنه من المعلوم الذي لا ريب فيه أنه صلى الظهر يوم خروجه بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثبت ذلك في الصحيحين وحكى الطبري في حجته قولا ثالثا إن خروجه كان يوم السبت وهو اختيار الواقدي وهو القول الذي رجحناه أولا لكن الواقدي وهم في ذلك ثلاثة أوهام أحدها أنه زعم أن النبي صلى يوم خروجه الظهر بذي الحليفة ركعتين الوهم الثاني أنه أحرم ذلك اليوم عقيب صلاة الظهر وإنما أحرم من الغد بعد أن بات بذي الحليفة الوهم الثالث أن الوقفة كانت يوم السبت وهذا لم يقله غيره وهو وهم بين


 


فصل


ومنها وهم للقاضي عياض رحمه الله وغيره أنه تطيب هناك قبل غسله ثم غسل الطيب عنه لما اغتسل ومنشأ هذا الوهم من سياق ما وقع في صحيح مسلم في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت طيبت رسول الله ثم طاف على نسائه بعد ذلك ثم أصبح محرما والذي يرد هذا الوهم قولها طيبت رسول الله لإحرامه وقولها كأني أنظر إلى وبيص الطيب أي بريقه في مفارق رسول الله وهو محرم وفي لفظ وهو يلبي بعد ثلاث من إحرامه وفي لفظ كان رسول الله إذا اراد ان يحرم تطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته بعد ذلك وكل هذه الالفاظ ألفاظ الصحيح وأما الحديث الذي احتج به فإنه حديث إبراهيم بن محمد المنتشر عن ابيه عنها كنت أطيب رسول الله ثم يطوف على نسائه ثم يصبح محرما وهذا ليس فيه ما يمنع الطيب الثاني عند إحرامه


 


فصل


ومنها وهم آخر لأبي محمد بن حزم أنه أحرم قبل الظهر وهو وهم ظاهر لم ينقل في شيء من الاحاديث وإنما أهل عقيب صلاة الظهر في موضع مصلاة ثم ركب ناقته واستوت به على البيداء وهو يهل وهذا يقينا كان بعد صلاة الظهر والله اعلم


فصل


ومنها وهم آخر له وهو قوله وساق الهدي مع نفسه وكان هدي تطوع وهذا بناء منه على اصله الذي انفرد به عن الأئمة ان القارن لا يلزمه هدي وإنما يلزم المتمتع وقد تقدم بطلان هذا القول


فصل


ومنها وهم آخر لمن قال إنه لم يعين في إحرامه نسكا بل أطلقه ووهم من قال إنه عين عمرة منفردة كان متمتعا بها كما قاله القاضي ابو يعلى وصاحب المغني وغيرهما ووهم من قال إنه عين حجا مفردا مجردات لم يعتمر معه ووهم من قال أنه عين عمرة ثم أدخل عليها الحج ووهم من قال إنه عين حجا مفردا ثم أدخل عليه العمرة بعد ذلك وكان من خصائصه وقد تقدم بيان مستند ذلك ووجه الصواب فيه والله اعلم


فصل

 

ومنها وهم لأحمد بن عبدالله الطبري في حجة الوداع له أنهم لما كانوا ببعض الطريق صاد أبو قتادة حمارا وحشيا ولم يكن محرما فأكل منه النبي وهذا إنما كان في عمرة الحديبية كما رواه البخاري


فصل

 

ومنها وهم آخر لبعضهم حكاه الطبري عنه أنه دخل مكة يوم الثلاثاء وهو غلط فإنما دخلها يوم الأحد صبح رابعة من ذي الحجة


فصل

 

ومنها وهم من قال إنه حل بعد طوافه وسعيه كما قاله القاضي أبو يعلى وأصحابه وقد بينا أن مستند هذا الوهم وهم معاوية او من روى عنه انه قصر عن رسول الله بمشقص على المروة في حجته


فصل


وهم من زعم أنه كان يقبل الركن اليماني في طوافه وإنما ذلك الحجر الاسود وسماه اليماني لأنه يطلق عليه وعلى الآخر اليماني فعبر بعض الرواة عنه باليماني منفردا


فصل


وهم فاحش لأبي محمد بن حزم أنه رمل في السعي ثلاثة أشواط ومشى أربعة واعجب من هذا الوهم وهمه في حكاية الاتفاق على هذا القول الذي لم يقله احد سواه


فصل


ومنها وهم من زعم أنه طاف بين الصفا والمروة اربعة عشر شوطا وكان ذهابه وإيابه مرة واحدة وقد تقدم بيان بطلانه


فصل


ومنها وهم من زعم أنه صلى الصبح يوم النحر قبل الوقت ومستند هذا الوهم حديث ابن مسعود ان النبي صلى الفجر يوم النحر قبل ميقاتها وهذا إنما أراد به قبل ميقاتها الذي كانت عادته ان يصليها فيه فعجلها عليه يومئذ ولا بد من هذا التأويل وحديث ابن مسعود إنما يدل على هذا فإنه في صحيح البخاري عنه أنه قال هما صلاتان تحولان عن وقتهما صلاة المغرب بعدما يأتي الناس المزدلفة والفجر حين يبزغ الفجر وقال في حديث جابر في حجة الوداع فصلى الصبح حين تبين له الصبح بأذان وإقامة


فصل


ومنها وهم من وهم في أنه صلى الظهر والعصر يوم عرفة والمغرب والعشاء تلك الليلة بأذانين وإقامتين ووهم من قال صلاهما بإقامتين بلا أذان اصلا ووهم من قال جمع بينهما بإقامة واحدة والصحيح أنه صلاهما بأذان واحد وإقامة لكل صلاة


فصل


ومنها وهم من زعم أنه خطب بعرفة خطبتين جلس بينهما ثم أذن المؤذن


فلما فرغ أخذ في الخطبة الثانية فلما فرغ منها اقام الصلاة وهذا لم يجيء في شيء من الأحاديث البتة وحديث جابر صريح في أنه لما اكمل خطبته أذن بلال وأقام الصلاة فصلى الظهر بعد الخطبة


فصل


ومنها وهم لأبي ثور أنه لما صعد أذن المؤذن فلما فرغ قام فخطب وهذا وهم ظاهر فإن الاذان إنما كان بعد الخطبة


فصل


ومنها وهم من روى أنه قدم ام سلمة ليلة النحر وأمرها ان توافيه صلاة الصبح بمكة وقد تقدم بيانه


فصل


ومنها وهم من زعم أنه اخر طواف الزيارة يوم النحر إلى الليل وقد تقدم بيان ذلك وان الذي اخره إلى الليل إنما هو طواف الوداع ومستند هذا الوهم والله اعلم ان عائشة قالت افاض رسول الله من آخر يومه كذلك قال عبدالرحمن بن القاسم عن ابيه عنها فحمل عنها على المعنى وقيل أخر طواف الزيارة إلى الليل


ومنها وهم من وهم وقال إنه افاض مرتين مرة بالنهار ومرة مع نسائه بالليل ومستند هذا الوهم ما رواه عمر بن قيس عن عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة ان النبي أذن لأصحابه فزاروا البيت يوم النحر ظهيرة وزار رسول الله مع نسائه ليلا وهذا غلط والصحيح عن عائشة خلاف هذا أنه أفاض نهارا إفاضة واحدة وهذه طريقة وخيمة جدا سلكها ضعاف أهل العلم المتمسكون بأذيال التقليد والله اعلم


فصل


وهم من زعم أنه طاف للقدوم يوم النحر ثم طاف بعده للزيارة وقد تقدم مستند ذلك وبطلانه


فصل


ومنها وهم من زعم أنه يومئذ سعى مع هذا الطواف واحتج بذلك على ان القارن يحتاج إلى سعيين وقد تقدم بطلان ذلك عنه وأنه لم يسع إلا سعيا واحدا كما قالت عائشة وجابر رضي الله عنهما


فصل


ومنها على القول الراجح وهم من قال إنه صلى الظهر يوم النحر بمكة والصحيح أنه صلاها بمنى كما تقدم


فصل


ومنها وهم من زعم انه لم يسرع في وادي محسر حين افاض من جمع إلى منى وأن ذلك إنما هو فهل الاعراب ومستند هذا الوهم قول ابن عباس إنما كان بدء الإيضاع من قبل أهل البادية كانوا يقفون حافتي الناس حتى علقوا القعاب والعصي والجعاب فإذا افاضوا تقعقعت تلك فنفروا بالناس ولقد رؤي رسول الله وإن ذفرى ناقته ليمس حاركها وهو يقول يا ايها الناس عليكم السكينة وفي رواية إن البر ليس بإيجاف الخيل والابل فعليكم بالسكينة فما رأيتها رافعة يديها حتى اتى منى رواه ابو داود ولذلك انكره طاووس والشعبي قال الشعبي حدثني اسامة بن زيد انه افاض مع رسول الله من عرفة فلم ترفع راحلته رجلها عادية حتى بلغ جمعا قال وحدثني الفضل بن عباس أنه كان رديف رسول الله في جمع فلم ترفع راحلته رجلها عادية حتى رمى الجمرة وقال عطاء إنما احدث هؤلاء الاسراع يريدون ان يفوتوا الغبار ومنشأ هذا الوهم اشتباه الإيضاع وقت الدفع من عرفة الذي يفعله الاعراب وجفاه الناس بالايضاع في وادي محسر فإن الايضاع هناك بدعة لم يفعله رسول الله بل نهى عنه والإيضاح في وادي محسر سنة نقلها عن رسول الله جابر وعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم وفعله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وكان ابن الزبير يوضع اشد الايضاع وفعلته عائشة وغيرهم من الصحابة والقول في هذا قول من أثبت لا قول من نفي والله أعلم


فصل


ومنها وهم طاووس وغيره أن النبي كان يفيض كل ليلة من ليالي مني إلى البيت وقال البخاري في صحيحه ويذكر عن ابي حسان عن ابن عباس أن النبي كان يزور البيت أيام منى ورواه ابن عرعرة قال دفع إلينا معاذ بن هشام كتابا قال سمعته من ابي ولم يقرأه قال وكان فيه عن ابي حسان عن ابن عباس أن رسول الله كان يزور البيت كل ليلة ما دام بمنى قال وما رأيت أحدا واطأه عليه انتهى.. ورواه الثوري في جامعه عن ابن طاووس عن ابيه مرسلا وهو وهم فإن النبي لم يرجع إلى مكة بعد أن طاف للإفاضة وبقي في منى إلى حين الوداع والله اعلم


فصل


ومنها وهم من قال إنه ودع مرتين ووهم من قال إنه جعل مكة دائرة في دخوله وخروجه فبات بذي طوي ثم دخل من اعلاها ثم خرج من اسفلها ثم رجع إلى المحصب عن يمين مكة فكملت الدائرة


فصل


ومنها وهم من زعم أنه انتقل من المحصب إلى ظهر العقبة فهذه كلها من الأوهام نبهنا عليها مفصلا ومجملا وبالله التوفيق


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق