شرح حديث:
(إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوَّافين عليكم)
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الهرة: ((إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوَّافين عليكم))؛ أخرجه الأربعة، وصحَّحه الترمذي وابن خزيمة.
المفردات:
(أبو قتادة): هو الحارث بن ربعي الأنصاري، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي سنة أربع وخمسين بالمدينة.
(الهرة)؛ الهر: السنَّور، والأنثى هرة (قِطَّة).
البحث:
لهذا الحديث سببٌ، فقد روى الخمسة عن كبشة بنت كعب بن مالك، وكانت تحت ابن أبي قتادة، فدخل عليها، فسكبت له وضوءًا، فجاءت هرةٌ تشرَب منه، فأصغى لها الإناء حتى شرِبت منه، قالت كبشة: فرآني أنظُرُ، فقال: أتعجبين يابنة أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنها ليست بنجسٍ، إنها من الطوَّافينَ عليكم))، وفي رواية مالك، وأحمد، وابن حبان، والحاكم زيادة لفظ: ((والطوافات))؛ أي: إن الهرة لكثرة اتِّصالها بأهل المنزل وملابستِها لهم ولِما في منزلهم، خفَّف لله تعالى على عبادِه، فجعلها غير نجس؛ رفعًا للحرج، فلا ينجس ما لامسته، فسُؤْرها طاهر إذا لم يكن عليه نجاسةٌ ظاهرة، فإن كان عليه نجاسة ظاهرة وباشرت ماءً أو مائعًا، فينجس بهذه النجاسة لا بفمها، فإن زالت عين النجاسة، فقد حكم الشارعُ بأنها ليست بنجس.
ما يفيده الحديث:
1- أن فم الهرة طاهر.
2- وسُؤرها طاهر كذلك.
3- وأنه ينبغي الرفق بالهرة كما ينبغي الرِّفق بالخادم.