ولعل أشد ما يُنغص على الناس حياتهم في هذه الدنيا: حلول الهم، والغم، والقلق، وضيق الصدر، والكآبة، والحزن على ما مضى من أحداثٍ وذكرياتٍ مريرة، وفراق الأحبة، والخوف من المستقبل، وما يخبئه من مصائب وملمات ربما نزلت بالنفس أو الأهل أو الولد، وهم تحصيل الرزق، وكفاية حاجات من يعول، وتأمين مستقبلهم.
أما الجنة فليس فيها شيء من ذلك كله: فلا همٌ ولا غم، ولا مرضٌ، ولا نصبٌ، ولا تعبٌ، ولا قلقٌ، ولا توجسٌ من شرٍ قادم، أو خشية ًمن بطش ظالم، ولا حزنٌ على ما مضى، ولا خوف من مستقبل.
بل حالة فرحٍ لا تنتهي، وسعادةٌ لا نهاية لها، قال تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 34-35]، وقال تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [ البقرة جزء من الآية: 38].
المقال السابق
المقال التالى