حَققها وردِدها واستشعر معانيها وعش بها ترى الحفظ والحماية والكفاية والفلاح في أثرك متى وأينما كنت.
قال ابن عباس: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين أُلقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران جزء من الآية: 173]، قوله: "ونعم الوكيل"؛ أي: نعم الموكول إليه؛ كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّـهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج جزء من الآية: 78]، ومخصوص نعم محذوف تقديره (هو)، قال ابن القيِّم رحمه الله: هو حسب من توكَّل عليه، وكافي من لجَأ إليه، وهو الذي يؤمن الخائف، ويُجير المستجير، فمن تولاَّه واستنصر به، وتوكَّل عليه، وانقطع بكُليَّته إليه، تولاَّه وحفِظه، وحرسه وصانه، ومن خافه واتَّقاه، أمَّنه مما يخاف ويَحذَر، وجلَب إليه ما يحتاج إليه من المنافع؛ عن بهيم العجلي عن رجل من أهل الكوفة، قال:بينا أنا في بستان لي، إذ خُيِّل إليّ شخص أسود، ففزِعت منه، فقلت: حسبي الله ونعم الوكيل، فساخ في الأرض (غاصَ فيها)، وأنا أنظر إليه، وسمعت صوتًا من ورائي يقرأ هذه الآية: { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3].
المقال السابق
المقال التالى