في يوم الجمعة وأنت تقرأ سورة الكهف تذكر:
أن الشك في الآخرة والريب في لقاء الله، قد يعرض لشخص بسبب شبهة عرضت له كمن قال: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا} [الواقعة: 47] أو {كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} [الإسراء: 49].
ولكن في حالات أخرى قد يرتاب الإنسان أو يشك في الآخرة لا لافتقاد الدليل بل لشدة الترف الدنيوي وانصراف قلبه إلى الدنيا حتى غابت الآخرة عن قلبه وفكره، حتى استبعدها واستبعد وقوعها!
فصاحب الجنة (البستان) لم يذكر شبهةً ليشك في لقاء الله والرجوع إليه بل ذكر نعيمًا في الدنيا فتَنَه وانبهر به.
{مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا} [الكهف: جزء من الآية 35-36].
ولهذا فاحذر الدنيا، واحذر الترف والانغماس فيها، كُن منها على وجل، وكن منها على قلق، تخفف من أحمالها واصرف الهَمّ حيث يجب أن يكون، وولِّ وجهك شطر ما يدوم، حيث لقاء الله والرجوع إليه، ليبقى قلبك سالمًا، احفظ قلبك وإيمانك فهو بضاعتك ورأس مالك، ولو ضاع لما بقي شيءٌ تأمل فيه خيرًا أو تكسب له {خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ} [المؤمنون جزء من الآية: 12].
المقال السابق
المقال التالى