يقولون إن الشتاء قد اقترب يا أمي!
وأنا أخاف الشتاء في بُعدك، أخاف ليله الطويل الهادئ؛ إذ تطاردني فيه أشباح الذكريات، أرتعد لصوت المطر وطقطقته على النوافذ، صوته -دون حُضنك- فيه صرخات روحي التي لم تعد تعرف الدفء.
أخشى من أرقي وسط النوم، والشجن يطرد النعاس من عيني ليستبدله بالدموع، وأطالع الساعة لأجدني ما زلت في منتصف ليل الوحدة، والفجر ما زال وقته بعيداً، لم لا يشرق الفجر من عينيك يا أمي، قد كان قريباً جداً ويمر ليل قربك سريعاً؛ فقط لأني كنت أعلم أنك ستوقظينني!
حذّري عقارب الساعة- كما كنت تحذرين زملاء الإبتدائية المشاكسين- لترفق بي يا أمي، أوصي المطر -كما كنت تفعلين مع مدرسيّ الغاضبين- ألا يروعني بندائه المفاجئ.
لا تتجرأ عليّ أيها الشتاء، ما زالت لي أم تحبني!
ليشرق الفجر من عينيك يا أمي .. ولتندحر يا ليل الوحدة الطويل.
المقال السابق
المقال التالى