إن الحج إلى بيت الله الحرام ركن عظيم من أركان دين الإسلام العظيم، وهو الفريضة التي تتعلق بها قلوب الموحدين، وتهفو إليها نفوس المسلمين، قال الله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:27]، وقال الله سبحانه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:96-97]، وفي تفسير الاستطاعة قالت اللجنة الدائمة: "الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن، وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة أو أجرة ذلك بحسب حاله، وأن يملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً على أن يكون ذلك زائداً عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع من حجه، وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها حتى في سفرها للحج أو العمرة".
والحج له جائزة كبرى يبتغيها كل مسلم ومسلمة، وهي مغفرة الله عز وجل للذنوب والفوز بالجنة ونعيمها، وبين هذه الفضائل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن حجَّ هذا البيتَ، فلم يَرفُثْ، ولم يَفسُقْ، رجَع كيومَ ولدَتْه أمُّه» (البخاري ومسلم)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينهما. والحجُّ المبرورُ، ليس لهُ جزاءٌ إلا الجنةُ» (البخاري ومسلم)، ولذا من توافرت له الاستطاعة فليبادر ليكون في زمرة الحجيج والصالحين، ومن لم يستطع فالله تعالى هو العفو الكريم.
نسأل الله سبحانه أن يرزقنا والمسلمين حج بيته الحرام، وأن يجعلنا من الصالحين، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
المقال السابق
المقال التالى