عزاء الفقير .. الفَقْرُ نبيل !
ذَكر الماورديُّ رحمه الله، في كتابه [أدب الدنيا والدّين] :
( رُوي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال :
مِن نُبْل الفَقر؛ أنك لا تجد أحدًا يَعصي اللهَ ليَفتقِر.
فأخذه محمود الورَّاق فقال :
يَا عَائِبَ الْفَقْرِ أَلَا تَزْدَجِرْ *** عَيْبُ الْغَنِيِّ أَكْثَرُ لَوْ تَعْتَبِرْ
مِنْ شَرَفِ الْفَقْرِ وَمِنْ فَضْلِهِ *** عَلَى الْغِنَى إنْ صَحَّ مِنْك النَّظَرْ
أَنَّك تَعْصِي لِتَنَالَ الْغِنَى *** وَلَسْتَ تَعْصِي اللَّهَ كَيْ تَفْتَقِرْ
وقال ابن المُقفَّع :
دَلِيلُك أَنَّ الْفَقْرَ خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى *** وَأَنَّ قَلِيلَ الْمَالِ خَيْرٌ مِنْ الْمُثْرِي
لِقَاؤُك مَخْلُوقًا عَصَى اللَّهَ بِالْغِنَى *** وَلَمْ تَرَ مَخْلُوقًا عَصَى اللَّهَ بِالْفَقْرِ
قلتُ :
ما أجملها من تَسلية .. وما أحلاها من تَسرية !
وليس هذا مقام تفضيلٍ مُطلَق، للفقر على الغِنى .. ولكنه فقط تفضيلٌ نِسبيّ
المقال السابق
المقال التالى