عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

وتمتد رحمته – صلوات ربي وسلامه عليه – إلى الأموات، باعتبار أنهم إخواننا في الإنسانية سبقونا إلى الدار الأخرة .. ولما كان الأموات إخواننا قد سبقونا إلى القبور، فحقاً لهم أن نبرهم ونرحمهم ونصلهم .. فسن النبي   ~ صلى الله عليه و سلم ~   سنة زيارة المقابر وإلقاء السلام على أهل القبور .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  ~ صلى الله عليه و سلم ~   أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ :

" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ..  وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا " .. قال أصحابه : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ !  قَالَ : " أَنْتُمْ أَصْحَابِي. وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ.." [1] .

هذا وقد كان يزور سيدنا محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ مقبرة البقيع من حين إلى آخر ..

وكان ~ صلى الله عليه و سلم ~ يزور شهداء معركة أحد كل أسبوع[2] .

بهذه الأحاسيس المرهفة، يزور النبي   ~ صلى الله عليه و سلم ~   قبور إخوانه، حيث يدعو لهم، ويتذكر أيامهم، ويسترجع ذكرياته معهم، ويأمل أن يلقاهم في دار الخلد في ظلال الله .. عند الحوض الشريف يوم القيامة ..

ومن هنا احترم الإسلام شعيرة زيارة القبور حتى ولو كانت من غير مسلم، فالفتح الإسلامي – مثلاً – كما يقول كرامرز [3] " لم يمنع من زيارة القبر المقدس[4] أو يحول بين الأوربيين المسيحيين وبين إنجاز هذه الفريضة الدينية" [5] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] صحيح – رواه مسلم، برقم  367

[2] صحيح – رواه البخاري، في المغازي 27، و مسلم في الفضائل 30 .

[3]  البروفيسور جي. م. ج كرامرز: ولد بهولندة، سنة 1891، وكان أستاذًا للتركية والفارسية في جامعة ليدن حتى سنة 1939، اشتغل من 1915 حتى 1921 مترجمًا للسفارة الهولندية في الأستانة. كان أحد المساهمين في كتابة كثير من الموضوعات في دائرة المعارف الإسلامية، وألف كتاب: (فن التاريخ عند الأتراك العثمانيين) (1944).

[4] في فلسطين . رغم أن العقيدة الإسلامية لا تعترف بهذا القبر!

[5] انظر: سير توماس أرنولد (إشراف) : تراث الإسلام،129




                      المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق