مُطِرنا بفضل الله ورحمته..
وسُقيَت أرضنا العَطشى من قطرات المطر حتى ارتَوَت.. وقال باريها لما في بطنِها.. كُن..
فخرجَ منها الحَيُّ.. برعما صغيرا.. يَنظُر دوما للسماء لا ينسى.. فضل مَن مِن بطن الميت أنبته.. وأخرجه.. وأعطاه لونه الأخضر..
ينظر للسماء لا يحيد.. كي لا يَركن للميتة أسفل منه وعن شمس الوحي يزيغ..
وأنت.. أتذكر متى مُطرت أول مرة..؟
يوم كنت حفنة من تراب.. ولكنك يومها.. مُطِرتَ روحاً.. من رَوح الله.. مُطِرتَ حُبّا واصطفاءً و تشريفا..
وتَكليفا..
فَكُن كتلك النبتة.. وعَلِّق روحك بالوحي.. وعينك بالسماء..
ولا تسمع للذين يقولون انظر أمامك كي لا تسقط..
وأسمع فِعال النبتة ذات القلب الصغير المُعَبَّد.. والروح المعلقة كالقناديل بالسماء..
ولسان حالها.. كلام ربها.. وأمل فيه ورجاء.. بحق قوله: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة:144].
المقال السابق
المقال التالى