والخَير كل الخَير.. ألاّ تَفرَح بِمن أتى.. وما أتى..
و ألّا تَحزَن على من مَضى.. وما مَضى..
وأن تَكونَ في الدُّنيا كَمن فهمها قبلك ولَم تَغُرُّه الأمانِيّ..
كُن فيها كُمسافرٍ أو عابر سبيل.. مَرّ بشجرة وارفة.. فَجلس يستظل بظلها.. قليلا..
يأكُل من ثمرها.. قليلا.. ويشرب من النهر الذي يرويها..
بعض قطرات بِكَفِّه.. محاذرا أن يَسقط فيه.. أو بحلاوة طعمه يُغويه..
ولَمّا استجمع قُواه لمواصلة المَسير.. مَضى..
بلا أحمالٍ تؤخره.. ولا أثقال تُثبطه.. ولا علائق تَرَدّه إلى نقطة البداية خاسرا.. كلما حاوَل الانطلاق..
ذاك لأنه حَفِظ تلك المضغة التي إن سلمت.. سلم الجسد كله.. وإن فسدت.. فسد الجسد كله..
فَملأه.. وأحاطه بِحُب باريهِ..
وحَماه وذادَ عنه.. بالخشية..
فَسَلِم قلبه.. فصلح أمره.. فرَضي رَبّه..!
المقال السابق
المقال التالى