عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم إحياء سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم _ د. راغب السرجاني
الكاتب د. راغب السرجاني
تاريخ الاضافة 2015-06-11 07:05:16
المشاهدات 836
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

عظيمةٌ هي العمرة! فقد جعلها اللهُ عز وجل نعمةً كبيرة يمسح بها المسلم ذنوبَ سنين؛ فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ». وليس هذا فقط إنما هي دورة مكثَّفة من الطاعات؛ ففي أيامها يُكْثِر المسلمُ من الطواف، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والقيام، وصلاة الجنازة؛ فهذه أجور هائلة، فضلًا عن أجر العمرة نفسها؛ لذا فالمسلم الواعي والقادر ينبغي أن يحرص على هذه المتعة كلما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم فتح لنا بابًا أوسع للجنة بسُنَّة جميلة جديدة، وهي أداء هذه العمرة في رمضان! فيُضاف إلى أجور العمرة العادية أجر الصيام، والتراويح، والدعاء عند الإفطار، فضلًا عن مضاعفة أجور كل هذه الأعمال لكونها في رمضان؛ فهذا يجعل ثواب العمرة في رمضان أكثر من كل حساب أو توقُّع، وهذا هو الذي جعل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصفه بأعجب وصفٍ ذُكِرَ في حقِّ عبادة! فقد روى مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ سِنَانٍ: «مَا مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ مَعَنَا؟» قَالَتْ: نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلَانٍ -زَوْجِهَا- حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ الْآخَرُ يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا. قَالَ: «فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي»!

فأجر العمرة في رمضان لا يعدل أجر الحجِّ فقط، إنما يعدل أجر حجَّة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم! وهذا ثوابٌ لا نعلم أنه وُصِفَ مع عبادة أخرى، فلا نحرم أنفسنا من هذا الخير، ولْنَسْعَ إلى ترتيب هذه العمرة لو كانت عندنا القدرة على ذلك.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق