عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ للمسلم أن يحرص على الصلاة في أوقاتها، ويحبُّ له صلاة الجماعة، ويحب له في الوقت ذاته أن يكون رحيمًا بالآخرين، خاصَّة الضعفاء منهم، وهذا كله كان يتحقَّق بتطبيق السُّنَّة التي بين أيدينا؛ وهي سُنَّة حمل الأطفال الصغار أثناء الصلاة، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَبِي العَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا".

فهو بهذه السُّنَّة الكريمة يُحَقِّق أهدافًا عدَّة؛ فهو يُعَلِّم المسلمين ألاَّ يُؤَجِّلوا الصلاة بحجَّة رعاية الأطفال الصغار، وهو يُعَلِّمهم ألاَّ يتخلَّفُوا عن صلاة الجماعة بالحجة نفسها، وهو يُظْهِر في الوقت نفسه رحمة الإسلام في تشريعاته؛ حيث سمح للمُصلِّي أن يحمل الأطفال الصغار أثناء الصلاة؛ لكي لا يتسبب لهم في أذًى أو بكاءٍ أو خوفٍ، وهو يُظْهِر -أيضًا- رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم لأولاده وأحفاده فلا يُلْقِي بعبء الرعاية كاملاً على كتف الأم؛ بل يُقَدِّم ما في وسعه لتحقيق الراحة للأسرة بكاملها.

ويمكن تطبيق هذه السُّنَّة باصطحاب الأطفال الصغار إلى المسجد، وحملهم إذا تطلَّب الأمر، كما يمكن للأمِّ في بيتها أن تحمل طفلها للصلاة به في أول الوقت، ولا تتعلَّل بانشغالها به فتؤخِّر وقت الصلاة لأجل ذلك.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق