هذه سُنَّة خاصة جدًّا من سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تُفْعَل إلا مرَّة واحدة في السنة، وهي سُنَّة ذبح الأضحية في عيد الأضحى، ومن ثم فلا ينبغي أبدًا للقادر أن يُفَوِّت هذه الفرصة الثمينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره جدًّا للأغنياء أن يُهْملوا هذه السُّنَّة، إلى درجة أنه قال -كما روى ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وقال الألباني: صحيح-: "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا". بل إن من السُّنَّة أن تختار أضحية قوية نجيبة صحيحة حتى تُقَدِّمها لله عز وجل في ذلك اليوم؛ فقد روى الترمذي وأبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ". وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه: مَا لاَ يَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ؟ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ، وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ فَقَالَ: "أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ -فَقَالَ-: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تَنْقَى".
والمسلم يُضَحِّي بشاة واحدة، ويمكن لسبعة أفراد أن يشتركوا في بقرة، وللعشرة أن يشتركوا في جمل؛ وذلك لما رواه الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ الأَضْحَى، فَاشْتَرَكْنَا فِي البَقَرَةِ سَبْعَةً، وَفِي الجَزُورِ عَشَرَةً".
وقد وردت أحاديث كثيرة في ثواب الأضحية، ولكن أسانيدها ضعيفة على الأغلب، ويكفينا أنها سُنَّة مؤكَّدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].