الإسلام دين الحق، كما اخبربذلك المولى عز وجل: ﴿هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾[1].
فإن المستقبل لهذا الدين إن شاء الله، وهذا ما يتوقعه كثيرمن مفكري العالم اليوم، وذلك نظراً إلى إفلاس سائرالنظريات والفلسفات الأرضية، وعجزها عن هداية الناس على طريق السعادة الحقيقية.
نشرت (مجلة الشباب) في عددها 52 أيلول 1999م – بغداد ص32 تجربة إسلامية فطرية جرت في عالم الغرب، هي قصة إسلام الإعلامية الأمريكية (ليلى وايت مان رامزي)...
قصتها مع الإسلام
تقص ليلى رامزي قصتها مع الإسلام من البداية فتقول: لقد خلقني الله تعالى إنسانة ميالة إلى القيم والمثل الإنسانية العليا، فقبل أن أسمع عن الدين الإسلامي واعرف عن تعاليمه العظيمة، ومثله وقيمه الإنسانية العليا، كنت أجد نفسي منحازة إلى قيم الحق وعمل الخير بشكل عام، من دون أن يكون هناك إطار ديني واضح يرسخ هذه المعاني في داخلي.
وعندما انتهيت من دراستي الثانوية التحقت بكلية الإعلام بمدينة (فيلا دفيا) الأمريكية، وهناك درست العلوم السياسية والتاريخ، وكان ضمن منهج التاريخ، دراسة لتاريخ الشرق الأوسط، وفي هذا المنهج وجدتُ معلومات ناقصة جداً عن الدين الإسلامي مقارنة بالمعلومات الأخرى، ورأيتُ أنني لابدَّ أنْ أستكمل معلوماتي عن الدين الإسلامي، فاستعرت المصحف الشريف المترجم بالإنكليزية من مكتبة الجامعة، المهم أن قراءتي للقرآن الكريم كانت أول خطوةٍ لي على طريق الهداية للإسلام، ومع قراءتي كانت تزداد كل يوم، وكل مرة كنت أقرأ فيها، أكتشف فيها أشياء عظيمة وراقعة لا يمكن بأي حال من الأحوال أنْ تكون من عند البشر، ولكنها من عند الخالق سبحانه وتعالى.
وهكذا عرفت الإسلام
وبعد أن قرأت القران أكثر من مرة، ودرست معانيه، إقتنعت تماماً بالدين الإسلامي ونطقت بيني وبين نفسي بشهادة أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله، وكان عمري في ذلك الوقت (20 سنة) ولكني شعرت بأني ولدت من جديد، وبمساعدة أحد المسلمين في أمريكا تعلمت فروض الإسلام، وكيفية الصلاة والصوم والحج.
وعن موقف أُسرتها منها بعد الإسلام تقول:
كنت أثناء الدراسة أعيش في بيت للطالبات، ولم يعلم أهلي بأني أسلمت، وقد توفي والدي بعد إسلامي بثلاثة أشهر، ولم يكن يعلم بإسلامي، أما والدتي؛ فيوم ذكرت لها أنني أسلمت لم تكن تعرف شيئاً عن الإسلام، وبالتالي لم تعارض، أما إخواني فهم أصغرمني، ولم يقفوا في طريقي، والتي عارضت بشدة كانت جدتي لوالي وأُسرة والدي.
إرتديت الحجاب عن قناعة
وتواصل ليلى قصتها مع الإسلام فتقول: لقد أسلمت وتحجبت عن إقناع تام وحصلت على البكالوريوس وسافرت إلى كندا لإستكمال دراستي العليا، وكنت أرغبُ في دراسة الأديان المقارنة، ولكنني وجدت أنه من الصعب أنْ أعملَ بعد تخرجي بهذه الدراسة، ولهذا تخصصت في العلوم السياسية، ولكن كانت رغبتي ملحة في تعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ولم تكن إمكانياتي المادية تسمح بذلك، فأرسلت لعدد من البلدان العربية بخصوص الحصول على منحةٍ تعليميةٍ لتكملة تعليمي في الأزهر الشريف، وبعد حصولي على هذه المنحة سافرت إلى القاهرة، وقدمت للدراسة في الأزهر الشريف، ودرست على نظام الدراسات الخاصة باللغة العربية وحفظ القران الكريم، وخلال هذه الفترة عشت في بيت للطالبات، وأخذت دروساً خاصة في اللغة العربية حتى أتقنتها تماماً بهدف تكملتي للدراسات العليا في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية حتى أتمكن من المساهمة في نشر الدعوة الإسلامية، والرد على المستشرقين، والى جانب دراستي كنت أُشارك في الندوات التي تعقد في الجوامع المصرية، وخلال هذه الفترة تعرفت على زوجي (د. ياسين) وتزوجنا بطريقة تقليدية إسلامية تماماً.
س – وما رأيكِ بالزواج الإسلامي؟
ج – أنا قبل كل شيء مسلمة وداعية للإسلام، ومقتنعة تماماً بالنظام الإسلامي في الزواج، لأن فيه دعوة للحب والعقل والمنطق، وفيه تكريم للمرأة.
س – وماذا عن أُسرتكِ؟
ج – نحن أُسرة مرتبطة ارتباطاً قوياً، وكما ذكرت فإن أُمي كانت سعيدة باختياري الدين الإسلامي، لأنها رأت أنني بعد إسلامي بدأتُ أشعر بالهدوء النفسي، ورأت في الدين الإسلامي ما يهديني، وقالت لي: إذا كان في الإسلام هدايتكِ فلا مانع، وهي أيضاً لم تعارض زواجي، وبالنسبة لجدتي، فهي صحفية وتعمل محررة دينية في إحدى المجلات، وعندما أديت فريضة الحج، أرسلت لها رسالة من مكة المكرمة، شرحت لها مشاعري كمسلمة، وأنا أُشارك المسلمين إجتماعاتهم في مكان واحد لعبادة الله، من دون تمييز في الجنس أو اللون أو الزي أو غيره، الكل سواسية[2] ، كانت مشاعري لا يمكن وصفها أثناء الحج، وقد تأثرت جدتي كثيراً من خطابي، وأرسلت لي ردها وقالت لي: لقد كنت أتصورأنكِ بإسلامكِ تركتِ رسالة الأُسرة، وهي البحث عن الله، ولكني أرى أنكِ حالياً تكملين هذه الرسالة، وقد زارتني جدتي وأُختي في القاهرة بعد زواجي، واستقبلتهما في بيتي، وكانت جدتي سعيدة جداً بحياتي الجديدة، وذكرت لي أنها الآن أصبحت مرتاحة نفسياً عن إسلامي وزواجي، وإقامتي في مصر[3].
كم هو جميل أن تسمع كلاماً كهذا، واعترافها أنها لم تجد الراحة الأ في ظل الإسلام.
[2] كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. (الحجرات: 13)
يقول الأستاذ عبد الحميد محمود طهماز: فلا حصانة لأحد في الشريعة الإسلامية، وليس فيها ما يسمى في القوانين الوضعية (الحصانة) من القانون التي يحتمي وراءها بعض ذوي النفوذ من الحكام ورجال التشريع، كما أنه ليس فيها تمييز بين الناس، فالناس لكلم في الأصل سواء، وفي التشريع سواء. الإنسان في نظر الإسلام ص 100
[3] مجلة الشباب – العدد 52 أيلول 1999م – بغداد ص 32