عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

Al-Haj Lord Headly Al-Farooq

من المحتمل أن يتصور بعض أصدقائي أنني وقعت تحت تأثير المسلمين، ولكن ذلك ليس هو السبب في تحولي إلى الإسلام، لأن اقتناعي كان حصيلة لدراسة دامت سنوات عديدة...

لم تبدأمناقشاتي مع المسلمين المثقفين الا منذ أسابيع قليلة، وكم كان اغتباطي وانشراح صدري عندما وجدت أن نظرياتي في مقدماتها ونتائجها كانت تتفق تماماً مع تعاليم الإسلام...

واختيارالإنسان لهذا الدين – كما يقررالقران – يجب أن يكون تابعاً عن إقناع شخصي ذاتي، ولا يمكن أن يكون بالإكراه أبداً، وقد كان المسيح يقصد نفس المعنى عندما قال لحوارييه ما معناه ((وإن أحداً لن يتقبلكم أو يصغي اليكم عندما ترحلون)) إنجيل القديس مرقس الإصحاح 2لقد عرفت حالات كثيرة عن البروتستانت الغيورين الذين رأوا أن واجبهم يحتِّم عليهم زيارة الديار الكاثوكيكية الرومانية للتبشير بعقيدتهم بين سكانها وتحويلهم عن عقيدتهم، ولا شك أن مثل هذا السلوك الشائك غير القويم، تمقته النفس، وقد طالما أدى إلى الشعور بالإستنكار والى إثارة أحقاد ومنازعات قد تسيء إلى كرامة الدين. ويؤسفني أن أرى كثيراً من البعثات التبشيرية تتبع نفس هذه الأساليب مع إخوانهم المسلمين...

وإني لا أستطيع أن أجد مبرراً لهؤلاء الذين يحاولون التبشير بين قوم هم في الواقع أقرب منهم إلى تعاليم المسيحية الحقيقية، وأقول أقرب إلى التعاليم المسيحية، أعني ما أقول، لأن البر والسماحة وسعة الأفق العقلي في عقيدة الإسلام، أقرب إلى ما دعا إليه المسيح من تلك العقائد المستحدثة الضيقة المتزمتة في المذاهب المسيحية المختلفة...

ولنضرب لذلك مثلاً بالمذاهب الأثناسي الذي يعالج عقيدة ((التثليث)) في أُسلوب بالغ الإضراب؛ وهذا المذهب مع ما له من أهمية ومكانةعندما يتناول إحدى المعتقدات الرئيسية في المذاهب المسيحية فهو ينص بكل وضوح على أنه يمثل العقيدة الكاثوليكية، وأننا إذا لم نؤمن به فسوف نهلك إلى أبد الآبدين؛ وإننا مطالبون بالإعتقاد بالتثليث إذا أردنا لأنفسنا النجاة وبتعبيرآخر، أننا يجب أن نؤمن برب ندعوه أنه رحيم عظيم، ثم نعود إلى الفورلنصفه بالظلم والقسوة، تماماً كما نصف أقسى العتاة الجبارين من البشروحاش لله سبحانه، أن يحدد صفاته تصورعبد ضعيف، تعتقد بمبدأ التثليث...

ومثال آخر يتعلق بافتقارالمسيحية إلى البر والمحبة فقد تلقيت عن موضوع إتجاهي إلى الإسلام، رسالة يقول مرسلها إنني إذا لم أؤمن بالوهية المسيح فلن تُكتب لي النجاة؛ ولم تكن مسالة الوهية المسيح يوماً ما لتنال أهمية مسالة أخرى في نظري وهي ((هل بلغ المسيح وسال الله إلى الجنس البشري أم لا))؟.

ولو كان عندي شك في هذه المسالة لأقلق ذلك خاطري، ولكن حمداً لله لم تساورني فيها الشكوك، وأسال الله أن يظل يقيني بالنسبة للمسيح وبما أوحى إليه من تعاليم، ثابتاً قوياً كيقين أي مسلم أو أي مسيحي...

وأعتقد كما سبق لي أن ذكرت مراراً، أنَّ الإسلام والمسيحية التي دعا اليها المسيح نفسه، دينان شقيقان، وإنَّما فصلت بينهما بعض النظريات والمصطلحات التي يمكن الإستغناء عنها...

وفي زماننا هذا بدأ الناس ينحدرون إلى عدم الإيمان بالله عندما يطلب اليهم الإيمان بمذاهب ضيقة متزمتة، وفي نفس الوقت هناك ولا شك تعطش إلى دين يخاطب العقل ويناسب العواطف البشرية، وإنني لأتساءل هل سمع أحد برجل مسلم إنحدرمن إيمانه إلى الالحاد؟...

ربما كان هناك بعض الحالات الفردية ولكنني أنظراليها جميعاً بالشك والحذر...

إنني أعتقد أن هناك الافاً عديدة من الرجال والنساء مسلمون في ذات قلوبهم ولكن يمنعهم من إعلان هذه الحقيقة مراعاتهم للعرف، وخوفهم من النقد والإتهام ورغبهم في تلافي ما يتبع إعلان هذا التحول من مشاكل.

لقد أقدمت على الإعلان بأنني اعتنقت الإسلام مع ثقتي التامة بأن كثيراً من أصدقائي وقرابتي ينظروني لي الآن كأنني ضللت سواء السبيل في عرفهم إلى حد لا يجدي معه نصح أو ينفع معه دعاء...

ومع ذلك فإن عقيدتي هي هي كما كانت منذ عشرين عاماً، إنما كان إعلاني لها أخيراً على الملأ، هو ما أفقدني حسن تقديرهم...

لقد في إيجاز بعض الدوافع التي حدث بي إلى اتباع تعاليم الإسلام.

وبينت أنني أعتبر نفسي بهذه الخطوة نفسها أصبحت مسيحياً أفضل مما كنت قبل ذلك.

وإني لأهيب بغيري أن ينهج نفس المنهاج الذي أعتقد مخلصاً أنه الصراط المستقيم، الذي يجلب السعادة لهؤلاء الذين يرون فيما أقدمت عليه خطوة إلى الأمام، وليس فيها على أية حال مع العداء للمسيحية[1].

 



[1] لماذا أسلمنا، مجموعة من المقالات لنخبة من رجال الفكر في مختلف الأقطار عن سبب اعتناقهم الإسلام، ترجم إلى العربية وطبع بأمر الشيخ قاسم بن حمد الثاني وزير التربية والتعليم ورعاية الشباب، ترجمة مصطفى جبر، مراجعة السيد أبو يوسف ط2 1394ه- - 1974م مطابع قطر الوطنية ص 43- 46




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق