إن ما قدمناه يشهد لرسول الله بالنبوة والرسالة، وفي عصرنا الحديث أثنى عباقرة المفكرين على دعوته وأشادوا بفضل رسالته وهذه بعض شهاداتهم:
1- قال لامارتين: الكاتب والمؤرخ الفرنسي- رئيس الحكومة الموقعة بعد ثورة فبراير والمتوفى سنة 1869:
كان محمد حكيمًا بليغًا فيلسوفًا خطيبًا ورسولًا معلمًا ومحاربًا شجاعًا، ومفكرًا عظيمًا، مصيبًا في أفكاره وتعاليمه، أسس إمبراطورية روحية متحدة قوية، وإذا أردنا أن نبحث عن إنسان عظيم تتحقق فيه جميع الصفات العظيمة الإنسانية فلن نجد أمامنا سوى محمد الكامل.
2- وقال ليونارد:
ليس على الأرض إنسان عرف ربه معرفة حقه كما عرفه محمد، لقد وهب ابن الجزيرة العربية حياته كلها لعبادة الله بإيمان قوي وغرض نبيل، وهذا الأمر لا ريب فيه، إن محمدًا أعظم البشرية قاطبة وأعظم إنسان وُجد على الأرض منذ بدء الخليقة.
3- وقال توماس أرنولد: المستشرق الإنجليزي المولود سنة 1864، والمتوفى سنة 1930 في كتابه- دعوة الإسلام-:
باشر محمد سلطة زمنية كالتي يباشرها أي زعيم آخر مع فارق واحد وهو: أن الرباط الديني بين المسلمين كان يقوم رابطة الدم والأسرة، فأصبح الإسلام نظامًا سياسيًا بقدر ما هو نظام ديني، ولما نشر محمد دينًا جديدًا أقام نظامًا سياسيًا له صبغة متميزة تمامًا، وكانت جهوده موفقة إلى اعتقاد بني وطنه بوحدانية الله، وإلى هدم نظام الحكم القديم مسقط رأسه، فقضى على الحكومة الأرستقراطية القبلية التي كانت الأسرة الحاكمة تتوزع سياسة الشئون العامة تحت لوائها.
وغيرها الكثير من عباقرة المفكرين أمثال:
1- جونسون في «أديان الشرق» .
2- والمستشرق المؤرخ- السير وليم الإنجليزي المتوفى سنة 1905 في- حياة محمد-.
3- توماس كارليل الفيلسوف الإنجليزي المولود سنة 1795، والمتوفى سنة 1881 في كتاب «الأبطال» عن الرسول.
4- الفيلسوف الروسي تولستوي المولود سنة 1828 والمتوفى سنة 1910.
5- الفرد مارتين في كتابه «أكبر زعماء الدين في الشرق».
6- برناردشو.
وغيرهم الكثير ممن شهدوا لهذا الرسول الخاتم محمد.
وفي دائرة المعارف البريطانية الطبعة الحادية عشر:
- كان محمد أظهر الشخصيات الدينية العظيمة وأكثرها نجاحًا وتوفيقًا، ظهر النبي محمد في وقت كان العرب فيه قد هووا إلى الحضيض، فما كانت لهم تعاليم دينية محترمة ولا مبادئ مدنية أو سياسية أو اجتماعية، ولم يكن لهم ما يفاخرون به من الفن أو العلوم، وما كانوا على اتصال بالعالم الخارجي، وكانوا مفككين لا رابط بينهم، كل قبيلة وحدة مستقلة، وكل منها في قتال مع الأخرى، وقد حاولت اليهودية أن تهديهم فما استطاعت وباءت محاولات المسيحية بالخيبة كما خابت جميع المحاولات السابقة للإصلاح، ولكن النبي محمدًا أُرسل هدى للعالمين، فاستطاع في سنوات معدودات أن يقتلع جميع العادات الفاسدة من جزيرة العرب، وأن يرفعها من الوثنية المنحطة إلى التوحيد وحوَّل أبناء العرب -الذين كانوا أنصاف برابرة- إلى طريق الحق والفرقان، فأصبحوا دعاة هدى ورشاد بعد أن كانوا دعاة وثنية وفساد، وانتشروا في الأرض يعملون على إعلاء كلمة الله.
شهد الأنام بفضله حتى العدا
|
|
والفضل ما شهدت به الأعداء
|
فمحمد هو رسول الله حقًا وصدقًا.