لا يمكن البتة أن يؤمن يهودي بنبوة موسى عليه السلام إن لم يؤمن بنبوة محمد ولا يمكن البتة أن يؤمن بنبوة المسيح عيسى عليه السلام إلا بعد إقراره بنبوة محمد ([1])
يقال لهاتين الأمتين- اليهود والنصارى- أنتم لم تشاهدا هذين الرسولين موسى وعيسى عليهما السلام، ولا شاهدتم آياتهما ومعجزاتهما وبراهين نبوتهما.
فنقول لهذه الأمة اليهودية الآن:
بأي شيء عرفتم نبوة موسى عليه السلام وصدقه وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وبراهين نبوته؟
ب- ونقول لهذه الأمة النصرانية الآن:
بأي شيء عرفتهم المسيح عليه السلام وصدقه وآمنتم به وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وآياته؟
فيكون الرد أحد هذين الجوابين:
الجواب الأول: أن يقولوا: آباؤنا أخبرونا بذلك.
فنقول لهم: ومن أين علمتم صدقهم فيما أخبروكم به؟
فيلجئوا إلى الجواب الثاني.
الجواب الثاني: أن يقولوا التواتر وشهادات الناقلين بمعجزاته وآياته والبراهين التي جاء بها حقق ذلك عندنا.
فنقول لهم: إذًا يلزمكم الإيمان بأن محمدًا هو رسول الله حقًا وصدقًا؛ لأن من المعلوم أن الناقلين لمعجزات محمد r وآياته وبراهين نبوته أضعاف أضعافكم بكثير، ولأن الله عز وجل جمع لرسوله محمد r بين نوعي المعجزات المعنوية والحسية ونقول لهم:
ما أعطى الله نبيًا شيئًا إلا وأعطى محمدًا ما هو أكثر منه.
فكان من معجزات موسى عليه السلام انفلاق البحر فأعطى الله سبحانه وتعالى محمدًا انشقاق القمر وهي أبلغ وأعجب؛ لأنها آية سماوية، فلم يكن يستطيع أحد الوصول إلى القمر في ذلك الوقت وكما ذكرنا:
لقد اكتشف العلم حديثًا حقيقة انشقاق القمر.
وكان من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتى فأعطى الله سبحانه وتعالى محمدًا حنين الجذع إليه معجزة له r، فكان الجذع يبكي ويئن كما يئن الصبي، وهي أبلغ وأعجب.
لأن حياة الخشبة أبلغ من إحياء الميت الذي كان فيه حياة قبل موته، أما الخشبة فالأصل أنها لا روح فيها.
وغير هذا الكثير والكثير من المعجزات والآيات والبراهين والإعجازات العلمية التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r الدالة على نبوته وصدق رسالته فمحمد هو رسول الله حقًا وصدقًا.
* * *
([1])إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان/ابن قيم الجوزية