السؤال والجواب لون حواري أمر الله تعالى بـه المسلمين بوصفه من أهـم وسائل التعلم، قال تعالى ] فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [ (الأنبياء:7) وهي طريقة مثلى لتلقي العلم، ولذا كثر في السنة النبوية صدور الأسئلة من الصحابة وإجابة النبي r عليها، أو سؤال النبي r بعضَ أصحابه بقصد التعليم والنصح، وكان الرد على تلك الأسئلة أحياناً ينزل في القرآن، وقد ورد فيه الفعل ] يسألونك[ خمس عشرة مرة متبوعاً بالجواب من عند الله تعالى ([1]).
وكان السؤال كذلك يدخل ضمن محاورات الأنبياء بوصفه وسيلة تعليم، كما في سؤالات موسى للخضر عليهما السلام حتى وصل الأمر به إلى قوله ] قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً [ (الكهف:76).
والتساؤل طريقة حوارية ظاهرة في أسلوب القرآن الكريم مثل:
- ] وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ [(الصافات:27).
- ] وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ [ (الكهف:19).
ثم ذكرت الآيات بعد ذلك مضمون التساؤل في صورة حوارية عن مدة لبثهم في الكهف...
وقد كان النبي r يسأل أصحابه كثيراً ليعلمهم، وكان يؤثر طريقة السؤال والجواب لأنها تثير الذهن والانتباه، وفي صحيح البخاري عن عَبْد اللَّهِ بن مسعود: قَالَ النَّبِيُّ r:" أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ " ([2]).
[1]- راجع: محمد فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، مادة (سأل).
[2] - رواه البخاري (6442).
المقال السابق
المقال التالى