1- محاجة النمرود لإبراهيم عليه السلام في شأن الله الواحد الأحد سبحانه ] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ (البقرة:258).
2- والحجاج يقع كذلك من أهل الكتاب مع المسلمين في أمور بديهية معلومة للجميع، ولكنه الكبر والعناد بالباطل، وهو كثير، نذكر منه محاجتهم النبيَّ r في عيسى عليه السلام، فقص الله عليهم قصته وأخبرهم حقيقته ثم قال لنبيه r ] فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [(آل عمران:61)
وحجاج القرآن من النوع الواضح الذي يبدأ بالأرضية المشتركة بين الناس جميعاً، أي هو يبدأ مع الناس متدرجاً حتى يفهم الجاهل قبل العالم ويقيم الحجة على الناس جميعاً، لقد " أخرج الله تعالى مخاطباته في محاجة خلقه في أجلى صورة ليفهم العامة ما يقنعهم وتلزمهم الحجة، وتفهم الخواص من أنبائها ما يربي على ما أدركه فهم الخطباء " ([1]).
[1] - أبو بكر عبد الرحمن بن الكمال السيوطي: الإتقان في علوم القرآن: 2/ 172 ط4 الحلبي، القاهرة 1389هـ -1978م.
المقال السابق
المقال التالى