عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «وأنتم مسؤلون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأدبت ونصحت، فقال عليه الصلاة والسلام بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويَنكتها إلى الناس اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات».

ولتحقيق الاستقامة، لابد من اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كل مسلم مخلص يجد نفسه مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه بأبي هو وأمي له الفضل بعد الله عز وجل في إيصال الإسلام إلى الناس كافة، وعليه نزل الوحي بالقرآن الكريم للناس أجمعين.

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ :28].

والرسول عليه الصلاة والسلام له فضل على الأمة وشهد له الصحابة بذلك في حجة الوداع على تبليغه الرسالة كاملة، فقد قال عليه الصلاة والسلام:

«وأنتم مسؤلون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأدبت ونصحت، فقال عليه الصلاة والسلام بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويَنكتها إلى الناس اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات» (رواه مسلم).


ولأن رسول الله اشتملت بعثته على أمرين:

- منافع حاصلة في أصل بعثته، وذلك في قول ربنا عز وجل: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:165].

- ومنافع حاصلة بسبب ما فيه عليه الصلاة والسلام من الخصال التي لم تكن موجودة في غيره، حيث قال فيه سبحانه وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].

ولهذا ولغيره من الأسباب العديدة أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتأدب من رسولنا الكريم وأوجب علينا عدة أمور في حقه صلى الله عليه وسلم منها:

- في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7].

- ومنها في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات:2].

- ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].


فالتأدب معه عليه الصلاة والسلام يكون بما جاء في القرآن والسنة، فقد قال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].


أنواع الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

1- الأدب القلبي: ومنه الإيمان به و محبته.

2- الأدب القولي: ومنه مخاطبته -على من صاحبه في حياته- ومنه الصلاة عليه.

3- الأدب العملي: ومنه طاعته واتباعه و مجالسته عليه الصلاة والسلام من أصحابه ومن بعد موته مجالسة أحاديثه وتطبيق ما فيها.


الأدب القلبي (الإيمان به):

وهو رأس الآداب، وهو ركن من أركان العقيدة، فأول مايطالب به الإنسان تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الإيمان بالله تعالى بل هما متلازمتان ألا وهو الإيمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا} [النساء:150].

وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} [الفتح:13]

وقال عليه الصلاة والسلام: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا ً عبده ورسوله» (رواه البخاري ومسلم).


أصناف الناس في الإيمان برسول الله
 
1- صنف آمن بنبينا محمد ظاهرا ً وباطنا ، وعمل بمقتضى ذلك – وهذا الصنف الأول هو الذي يقبل الله إيمانه ويجازيه عليه في الدنيا والآخرة .

2- الصنف الثاني : من آمن به عليه الصلاة والسلام ظاهرا ً دون الباطن ، وهو المنافق ، فهو لايُقبل عند الله ويُقبل عند الناس بالنطق لهم .


ثمرات الإيمان بنبوته عليه الصلاة والسلام:

1- الإستخلاف والتمكين.

2- البشرى في الدنيا والآخرة.

3- الهداية إلى الصراط المستقيم.

4- الحياة الطيبة والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.

5- قبول الأعمال.

6- دخول الجنة.


الأدب العملي مع رسول الله:

- طاعته عليه الصلاة والسلام وهي واجبة في حق كل مسلم، وكذلك عدم التقدم بين يديه في أثناء حياته من تقديم الكلام أو الاستفتاء في أمر حتى يقضي الله ذلك على لسانه بأبي هو وأمي.

- أما بعد مماته فطاعته فيما أمر والانتهاء عما زجر، والعكوف على أحاديثه عليه الصلاة والسلام وتطبيق سنته في جميع نواحي الحياة، وعدم تقديم كلام أحد على كلامه أو هوى أو ميل نفس على سنته.


ثمرات التأدب بطاعة رسول الله:

1- أنه بطاعة رسول الله يكون مطيعًا لله عز وجل.

2- يدخل الجنة بطاعته هذه.

3- يكون مع الصديقين والشهداء والصالحين.

4- يرحمه الله عز وجل.


فقد كان هذا منهجًا وسلوكًا لصحابة رسول الله ولمن بعدهم من السلف الصالح مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم» (رواه مسلم).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق