بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبيناً وحبيبنا، وقرةُ أعيننا محمداً عبد الله ورسوله..
أما بعد:
زمانُنا زمانُ الفِتن.. زمان التطاول على الأنبياء والصالحين.. والمسلمون يمرون في المِحنّ، ولله في ذلك كل الحِكم .
ولكن ألم يسألَ المسلمون أنفسهم لماذا التّطاولُ على شخصِ نبيهم الكريم بالذاتِ في هذا الزمان ومع تلك الرزايا والبلايا التي تَطال المسلمين في كل مكانٍ وصوب؟
- إنه الضعف والخور في أُمَّتِنا.
- إنه الجبنُ والذلُ في وجه أعداءنا.
فهم رأونا هكذا صامتين .. مُنشغلين بأمور الدنيا عن الدِّين.. رأونا في ذل ٍ وهوان، نضع الدّنية في دِيننا، فنعقوا وتطاولوا، وترصّدوا النيل من أعظم كيان على وجه الأرض..
إنه حبيبنا ورسولنا وقُرة أعيننا محمدٍ عليه الصلاة والسلام..
وما عَلِموا أننا نفديه بأرواحنا وآباءنا.. وما عَلِموا أن هناك جيلاً بين أظهرنا لن يسكتَ إذا تخاذلنا، وسوف يأخذُ بثأر كل من تُسوّل له نفسه فقط التطاول..
جيلٌ تربّى على حبُّ الله ورسوله.. جيلٌ عرفَ ثمن دينه، وما معنى أن يُمَسّ هذا الدِّين أو يُمَسّ نبيه، أو أيّ شعيرة من شعائر دينه.. جيلٌ اشتاق إلى الجنة وآمن بما أعدّه الله للمؤمنين الذابِّيين عن دِينه ورسوله ..
إنه الإسلام.. إنه الإيمان.. إنه رسول الله وحبيبه، لن يَضرُّه نعق الناعقين أو سُّخرية الساخرين مادامتِ السماوات والأرض، كريمٌ عند ربه، نَصره الله سبحانه في كلِّ المَواطن ولم ولن يَتخلى عنه ... ولكن الله يبتلي عباده ويُدبِّر لهم.
ولابد أن يَعلم عِلمَ اليقين من تُسوّل له نفسه بذلك.. أنه ما مِن أحدٍ تطاولَ على شخص نبينا الكريم محمدٍ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؛ إلاّ قصَمه الله في حياته وبعد مماته..
ولله في خلقه شؤون، عَلِموا ذلك أم لم يَعلموا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكلُ محبٍ مُتبِعٌ لمَحبوبه، فاتباعك لسُنّة نبيّك أكبرُ دليلٍ على محبتِك له، وتطبيقك لسُنّته في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ دليلاً على إيمانِك الصادقِ لموعودِ ربّك. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31].
فلنُحيّي سُنّة نبيّنا وقائدنا، ولنُدافع بذلك عن دينِنا ونبيّنا ما حيينا وبكل ما أوتينا من قوة..
والصلاة والسلام على خاتم النبيين والحمدُّ لله ربِّ العالمين.
المقال السابق
المقال التالى