فلنستكمل معاً الحفظ و نذكركم و أنفسنا بتجديد النية فسورة البقرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخذها بركة و تركها حسرة ولا يستطيعها البطلة " أي السحرة .
الآيات
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
كيف نقرأها :
شرح الكلمات :
{ ينقضون } : النقض الحلّ بعد الإبرام .
{ عهد الله } : ما عهد به إلى الناس من الإيمان والطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
{ من بعد ميثاقه } من بعد إبراهمه وتوثيقه بالحلف أو الإِشهاد عليه .
{ يقطعون ما أمر الله به أن يوصل } : من إدامة الإِيمان والتوحيد والطاعة وصلة الأرحام .
{ يفسدون في الأرض } : الإفساد فى الأرض يكون بالكفر وارتكاب المعاصى .
{ الخاسرون } : الكاملون فى الخسران بحث يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة .
{ كيف تكفرون بالله } : الاستفهام هنا للتعجب مع التقريع والتوبيخ . لعدم وجود مقتض للكفر .
{ وكنتم أمواتاً فأحياكم } : هذا برهان على بطلان كفرهم ، إذ كيف يكفر العبد ربه وهو الذى خلقه بعد أن لم يك شيئا .
{ ثم يميتكم ثم يحييكم } : إن إماتة الحى واحياء الميت كلاهما دال على وجود الرب تعالى وقدرته .
{ ثم إليه ترجعون } : يريد بعد الحياة الثانية وهو البعث الآخر .
{ خلق لكم ما في الأرض جميعاً } : أى أوجد ما أوجده من خيرات الأرض كل ذلك لأجلكم كي تنتفعوا به فى حياتكم .
{ ثم استوى الى السماء } : علا وارتفع قهرا لها فكونها سبع سماوات .
{ فسواهن } : أتمّ خلقهن سبع سماوات تامات .
{ وهو بكل شىء عليم } : إخبار بإحاطة علمه تعالى بكل شىء ، وتدليل على قدرته وعلمه ووجوب عبادته .
التفسير:
أخبر تعالى أن ما يضرب من مثل يهدى به كثيراً من الناس ويضل به كثيرا ، وانه لا يضل به إلا الفاسقين الذين وصفهم بقوله : { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ، ويفسدون فى الأرض } . وحكم عليهم بالخسران التام يوم القيامة فقال : { أُولئكَ هُمْ الخَاسِرُون }
وفي الآيتين 28 و 29 ما زال الخطاب مع الكافرين الذين سبق وصفهم بأخس الصفات وأسوأ الأحوال حيث قال لهم على طريقة الالتفات موبخاً مقرعاً ، { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم } الآية .
وذكر من أدلة وُجوده وكرمه . ما يصبح الكفر به من أقبح الأمور وصاحبه من احط الخلائق وأسوأهم حالا ومالا . فمن أدلة وجوده الاحياء بعد الموت والإِماتة بعد الإِحياء ومن أدلة كرمه وقدرته أن خلق الناس فى الأرض جميعا لتوقف حياتهم عليه وخلق السموات السبع ، وهو مع ذلك كله علمه محيط بكل شىء سبحانه لا إله إلا هو ولا رب سواه .
من هداية الآيات:
1- التحذير من الفسق وما يستتبعه من نقض العهد ، وقطع الخير ، ومنع المعروف .
2- إنكار الكفر بالله تعالى .
3- إقامة البرهان على وجود الله وقدرته ورحمته .
4- حلّية كل ما فى الأرض من مطاعم ومشارب وملابس ومراكب الا ما حرمه الدليل الخاصر من الكتاب أو السنة لقوله : { خلق لكم ما في الأرض جميعا } .
أحكام التلاوة :
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
يَنْقُضُونَ : إخفاء النون عند حرف القاف
مِنْ بَعْدِ : اقلاب حرف النون الساكنة الى ميم
يَقْطَعُونَ : قلقلة حرف القاف ( المرتبة الصغري )
مَا أَمَرَ : مد جائز منفصل 4 أو 5 حركات و جواز القصر
بِهِ أَنْ : مد صلة كبرى لوقوع الهمزة بعد حرف الهاء المكسورة
أَنْ يُوصَلَ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الياء )
أُولَٰئِكَ : مد واجب متصل 4 أو 5 حركات
الْخَاسِرُونَ : مد عارض للسكون 2 او 4 او 6 حركات ( في آخر الكلمة )
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
وَكُنْتُمْ : إخفاء النون عند حرف التاء
أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ : إخفاء النون عند حرف الفاء
تُرْجَعُونَ : مد عارض للسكون 2 او 4 او 6 حركات ( في آخر الكلمة )
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
لَكُمْ مَا : إدغام مثلين صغير
جَمِيعًا ثُمَّ : إخفاء النون عند حرف الثاء
اسْتَوَىٰ إِلَى : مد جائز منفصل 4 أو 5 حركات و جواز القصر
السَّمَاءِ : مد واجب متصل 4 أو 5 حركات
سَبْعَ : قلقلة حرف الباء المرتبة الصغرى
سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُو : إدغام ناقص بغنة و هذا يكون في حالة الوصل أما في حالة الوقف فسوف نقف على حرف التاء بالسكون (سمواتْ )
شَيْءٍ عَلِيمٌ : إظهار التنوين لأن بعدها حرف العين و هو من الحروف الحلقية
عَلِيمٌ : مد عارض للسكون 2 او 4 او 6 حركات ( في آخر الكلمة )