الآيات
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26 )
كيف نقرأها
شرح الكلمات :
{ بشر } : التبشير : الإِخبار السَّار وذلك يكون بالمحبوب للنفس .
{ تجرى من تحتها } : تجرى الأنهار من خلال أشجارها وقصورها والأنهار هى أنهار الماء وأنهار اللبن وأنهار الخمر وأنهار العسل .
{ وأتوا به متشابهاً } : أعطوا الثمار وقدم لهم يشبه بعضه بعضاً فى اللون مختلف فى الطعم .
{ مطهّرة } : من دم الحيض والنفاس وسائر المعائب والنقائص .
{ خالدون } : باقون فيها لا يخرجون منها أبداً .
{ لا يستحيى } : لا يمنعه الحياء من ضرب الأمثال وإن صغرت كالبعوضة أو أصغر منها كجناحها .
{ أن يضرب مثلاً } : أن يجعل شيئاً مثلا لآخر يكشف عن صفته وحاله فى القبح أو الحسن
{ ما بعوضة } : ما نكرة بمعنى شىء أيّ شىء كان يجعله مثلاً ، أو زائدة . وبعوضة المفعول الثانى . البعوضة واحدة البعوض وهو صغار البق .
{ الحق } : الواجب الثبوت الذى يحيل العقل عدم وجوده .
{ الفاسقون } : الفسق الخروج عن الطاعة ، والفاسقون : هم التاركون لأمر الله تعالى بالايمان والعمل الصالح ، وبترك الشرك والمعاصى .
التفسير
لما ذكر تعالى النار وأهلها ناسب أن يذكر الجنة وأهلها ليتم الترهيب والترغيب وهما أداة الهداية والإصلاح .
فى هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى رسوله أن يبشر المؤمنين المستقيمين بما رزقهم من جنات من تحتها الأنهار لهم فيها أزواج مطهرات نقيات من كل أذى وقذر وهم فيها خالدون . كما أخبر عنهم بأنهم إذا قدم لهم أنواع الثمار المختلفون قالوا هذا الذى رزقنا مثله فى الدنيا . كما أخبر تعالى أنهم اوتوه متشابها فى اللون غير متشابه فى الطعم زيادة فى حسنه وكماله . وعظيم الالتذاذ به .
لما ضرب الله تعالى المثلين السابقين النارى والمائى قال المنافقون : الله أعلى وأجل أن يضرب هذا المثل فانزل الله تعالى رداً عليهم قوله { إن الله لا يستحى } الآية .
فأخبر تعالى أن لا يمنعه الاستحياء ان يجعل مثلا بعوضة فما دونها فضلا عما هو أكبر . وان الناس حيال ما يضرب الله من أمثال قسمان مؤمنون فيعلمون أنه الحق من ربهم . وكافرون : فينكرونها ويقولون كالمعترضين : ماذا أراد الله بهذا مثلا!؟ .
كما أخبر تعالى أن ما يضرب من مثل يهدى به كثيراً من الناس ويضل به كثيرا ، وانه لا يضل به إلا الفاسقين
من هداية الآيات :
1- فضل الايمان والعمل الصالح إذ بهما كان النعيم المذكور فى الآية لأصحابهما .
2- تشويق المؤمنين الى دار السلام ، وما فيها من نعيم مقيم ليزدادوا رغبة فيهما وعملا لها .
بفعل الخيرات وترك المنكرات .
3- أن الحياء لا ينبغى أن يمنع من فعل المعروف وقوله والأمر به .
4- يستحسن ضرب الأمثال لتقريب المعانى الى الاذهان .
5- اذا أنزل الله خيراً من هدى وغيره ويزداد به المؤمنون هدى وخيراً ، ويزداد به الكافرون ضلالاً وشرا ، وذك لاستعداد الفريقين النفسى المختلف .
أحكام التلاوة
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
جَنَّاتٍ تَجْرِي : إخفاء التنوين عند حرف التاء
مِنْ تَحْتِهَا : إخفاء النون عند حرف التاء
مِنْ ثَمَرَةٍ : إخفاء النون عند حرف الثاء
رِزْقًا ۙ قَالُوا : إخفاء النون عند حرف القاف ( و حرف - لا - الصغير بين الكلمتين يفيد النهي عن الوقف )
مِنْ قَبْلُ : إخفاء النون عند حرف القاف
فِيهَا أَزْوَاجٌ : مد جائز منفصل 2 أو 4 أو 6 حركات
مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الواو )
خَالِدُونَ : مد عارض للسكون 2 او 4 او 6 حركات ( في آخر الكلمة )
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)
يَسْتَحْيِ أَنْ : هو مد تمكين لأن أصل الكلمة يستحيي فهي ياء مكسورة بعدها ياء مدية و هو يأخذ حكم المد الجائز المنفصل 2 أو 4 أو 6 حركات
أَنْ يَضْرِبَ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الياء )
مَثَلًا مَا : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم )
بَعُوضَةً فَمَا : إخفاء النون عند حرف الفاء
مِنْ رَبِّهِمْ : ادغام كامل بغير غنة
مَاذَا أَرَادَ : مد جائز منفصل 2 أو 4 أو 6 حركات
مَثَلًا ۘ يُضِلُّ : لوجود حرف الميم الصغيرة بين الكلمتين فالوقف هنا لازم و بهذا يكون حكم التلاوة فيها مد عوض عن التنوين و مقداره حركتان
كَثِيرًا وَيَهْدِي : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الواو )
كَثِيرًا ۚ وَمَا: إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الواو )
بِهِ إِلَّا : مد صلة كبرى لوقوع الهمزة بعد حرف الهاء المكسورة
الْفَاسِقِينَ : مد عارض للسكون 2 او 4 او 6 حركات ( في آخر الكلمة )