حديث القرآن عن نشأته عليه الصلاة و السلام " وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ "
و قوله تعالى : " ووجدك " وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ "( الضحى :8 ) قال أبو عبيدة : أي ذا فقر ، و أنشد : أي يفتقر ، قال ابن قتيبه : العائل : الفقير ، كان له عيال ، أو لم يكن يقال : عال الرجل : إذا افتقر ، و أعال : إذا كثر عياله .
قوله تعالى : " فَأَغْنَىٰ " قولان :
أحدهما : رضاك بما أعطاك من الرزق ، قال ابن السائب ، و اختاره الفراء . و قال : لم يكن غناه عن كثرة المال ، و لكن الله رضاه بما آتاه . (1)
و الثاني : أغناك بمال خديجة عن أبي طالب . قاله جماعة من المفسرين منهم ابن الجوزي و الشوكاني و غيرهما . (2)
و يستدل للقول الأول بما روى البخاري و مسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس الغنى عن كثرة العرض و لكن الغنى غنى النفس ) . (3)
وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، و قنعه الله بما آتاه ؟ (4)
و قيل : فقيرا من الحجج و البراهين فأغناك بها ، و الله أعلم .
و الأرجح هو : تفسير الغنى في الآية بما هو المتبادر منه ، و هو الغنى بالمال ، بما يسر الله له من أسبابه ، سواء بمشاركة خديجة ، أم بالزواج منها .
----------------------
(1) زاد المسير في علم التفسير ج 9 ص 159 .
(2) انظر فتح القدير ج 5 ص 458 ، و زاد المسير ج 9 ص 160 .
(3) صحيح البخاري ج 11 ص 231 ، 232 و صحيح مسلم برقم ( 10350) و اخرجه الترمذي برقم ( 2374 ) و أحمد فس مسنده ج 2 ص 243 ، و 361 ، 315 .
(4)صحيح مسلم برقم ( 1054) و أخرجه الترمذي برقم ( 2349 ) و ذكره الإمام النووي في رياض الصالحين ، ص 265 مؤسسة الرسالة ط6، 1407 هـ - 1986 م .
المقال السابق
المقال التالى