عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

عرض القرآن لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

يعبر القرآن الكريم هو المصدر الأول لفهم سيرة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، لأنه تناول الملامح العامة لحياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، و قد عرضها بأحد أسلوبين :-

الأول : سرد بعض مشاهد مع حياته و سيرته ، عليه الصلاة و السلام .

الثانى : التعليق على الوقائع و الأحداث التى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموقفه منها .

أما فيما يتعلق بالأسلوب الأول فإننا نجد القرآن الكريم يتناول جوانب من حياته ونشأته و سيرته عليه الصلاة و السلام و ذلك على النحو التالى :-

أولا : حديث القرآن عن نشأته عليه الصلاة و السلام :

قال جل شأنه : "  أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) " [ سورة الضحى ] و اشتملت هاتان الآيتان على تعداد ما أفاضه الله سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم ، أي و جدك يتيماً لا أب لك فآوى : أي جعل لك مأوى تأوى إليه . (1)

 

و هذا استئناف مسوق مساق الدليل على تحقيق الوعد ، أي هو و عد جار على سنن ما سبق من عناية الله بك من مبدأ نشأتك و لطفه في الشدائد باطراد بحيث لا يحتمل أن يكون ذلك من قبيل الصدف لأن شأن الصدف لا تتكرر فقد علم أن اطراد ذلك مراد الله تعالى .

و المقصود من هذا إيقاع اليقين في قلوب المشركين ، بإن ما وعده الله به محقق الوقوع قياسا على ما ذكره به من ملازمة لطفه به فيما مضى و هم لا يجهلون ذلك ، عسى أن يقلعوا عن العناد و يسرعوا إلى الإيمان ، و إلا فإن ذلك مساءة تبقي في نفوسهم و أشباح رعب تخالط خواطرهم ، و يحصل مع ذها المقصود امتنان على النبي صلى الله عليه وسلم  ، و تقوية  لاطمئنان نفسه بوعد الله تعالى إياه (2) .

 

و اليتيم : الصبي الذي مات أبوه و قد كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم توفي و هو جنين في رحم أمه في شهره الثاني من الحمل . (3)

 

و الإيواء : مصدر أوى إلى البيت ، إذا رجع إليه فالايواء : الارجاع الى المسكن ، فهمزته الأولى همزة التعديه ، آوياً و قد اطلق الإيواء على الكفالة و كفاية الحاجة مجازاً و استعارة ، فالمعنى أنشأك على كمال الادراك و الاستقامة ، و كنت على تربيه كاملة مع أن شأن الأيتام ينشأوا على نقائص ، لأنهم لا يجدون ممن يعني بتهذيبهم و تعهد أحوالهم الخلقيه .

و لقد تولى الله تعالى تربية محمد صلى الله عليه وسلم و أدبه فأحسن تأديبه و بعثه متتما لمكارم الأخلاق ، فكان تكوين نفسه الزكية على الكمال خيرا من تربية الأبوين (4)

 --------------------

(1) فتح القدير : ج 5 ص 458 محمد بن علي الشوكاني ، دار الفكر سنة 1430هـ - 1983 م

(2) تفسير التحرير و التنوير : ج 30 ص 399 الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ، الدار التونسية ، طبعة اولى سنة 1983م

(3) انظر سيرة ابن هشام : ج1 ص 164 ، و تهذيب السيرة . ص 36 و فقه السيرة  د/ محمد سعيد رمضان السيوطي ص 35 ، دار الفكر طبعة سادسة ، سنة 1397 هـ - 1977 م  

(4) تفسير التحرير و التنوير ج 30 ص 399




                      المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق