أخوتي في الله : علينا أن نجدد العهد على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعزم كل واحد على أن يقوم بعمل يحرص من خلاله على إظهار عزة الإسلام سواء كان بعمل دعوة إلى الله أو تنمية للأمة أو رد كيد أو افتراء على هذه الأمة.
إخوتي في الله .. هذا نذير . فالحذر الحذر
فكيف يكون حالنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والآمال تحدونا أنْ نلتقي به ، وننال شفاعته ، ونشرب من حوضه ، فيُحال بيننا وبينه ؛ لأننا هجرنا سنته وأعرضنا عن هديه عياذًا بالله .
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : }إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي {[ رواه البخاري ]
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :}إني ممسك بحجزكم عن النار ، هلم عن النار ، وتغلبونني ، تقاحمون فيه تقاحم الفراش أو الجنادب ، فأوشك أن أرسل بحجزكم [ موضع شَدِّ الإزار ]،وأنا فرطكم على الحوض [ وسَبَق القوم ليَرْتادَ لهم الماء ويُهَيّء لهم الدِّلاء والأَرِشيَة ] فتردون علي معا وأشتاتا ، فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم ، كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ، ويذهب بكم ذات الشمال ، وأناشد فيكم رب العالمين ، فأقول أي رب أمتي فيقول : يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم .
فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء [ صِياح الغَنم ]فينادي : يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك .
فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك .
فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة [ صوت الفرس دون الصهيل ]ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك.
فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل سقاء من أدم [ جلد يابس ] ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك {. [ رواه أبو يعلى والبزار وصححه الألباني ]
فاعزم من الآن أن تطع شفيعك صلى الله عليه وسلم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ، يقول لك فيه : }لا أملك لك شيئا قد بلغتك {.
حبيبي في الله ..
أما تحبُ أنْ تكونَ حبيبُه ؟ أما تحب أنْ تقرَّ عينه ؟ أما تحب أن تكون رفيقه في الجنة ؟ إذا أردت ذلك حقًا ، فهيا قم الآن ، واحمل راية نصرة نبيك .
قل معي بلسان حالك : سأنصرك يا رسول الله ، وأنصر سنتك مهما كلفني ذلك ، فنحري دون نحرك ، نفسي دون نفسك ، سأتبع سنتك ما استطعت إلي ذلك سبيلا ، وأسير علي خطاك خطوة بخطوة حتى أصير أشبه الناس بك ، سأكون أحسن الناس أخلاقًا حتى أكون أقرب الناس منك منزلة يوم القيامة ، سأعطر فمي ليلاً و نهارًا بالصلاة عليك لعلي أنال بذلك الرحمات و أرفع بذلك الدرجات
سأحيي في قلبي حبك بمعرفتك وقراءة سيرتك ، فأكون بخيالي مع صحابتك فأغزو معك في كل غزوة ، وأصد عنك في كل موطن ، سأوثر ما جئت به من النور والهدي علي النفس و الهوى , وستكون أحب إليَّ من ولدي ووالدي و الناس أجمعين لعلي بذلك أستكمل الإيمان .
أوفِ بوعدك لا تتخاذل ، استعن بالله ولا تعجز ، لعلك يوم تلقاه علي الحوض تركض إليه ، تقول : " حبيبي وأسوتي وقرة عيني ، ها قد جئتك بعد طول شوق ، والله ما فعلت إلا كل ما يقر عينك حتى تعلم أنك قد خلفت رجالا " .
فيتلقاك متهللاً ويشربك من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدًا .
هذا غيض من فيض ، أردت من خلال هذه الكلمات تقديم برقية اعتذار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على استحياء مني ، فعسى أن يكتب الله لها القبول في الأرض ، وتكون سببًا في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ، اللهم ارزقنا محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ، اللهم قد حرمنا منه صلى الله عليه وسلم في الدنيا فلا تحرمنا منه يوم القيامة ، واجعلنا في رفقته . والحمد لله رب العالمين .