مواقف الصحابة المشرقة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انظر إلى صحابته كيف دافعوا عنه وما سمحوا لأحد أن يقرب منه ، كانوا رجالاً فهابتهم الدنيا ودانت لهم الأرض .
(1) أبو بكر رضي الله عنه : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله .
عن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها : ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان المشركون قعودا في المسجد الحرام فتذاكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقاموا إليه وكانوا إذا سألوه عن شيء صدقهم فقالوا : ألست تقول في آلهتنا كذا وكذا قال : " بلى " قال فتشبثوا به بأجمعهم .
فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له : أدرك صاحبك .
فخرج أبو بكر حتى دخل المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس مجتمعون عليه فقال : ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم قال : فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واقبلوا على أبي بكر يضربونه .
قالت : فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول : تباركت يا ذا الجلال والإكرام. [ رواه أبو يعلى بسند حسن كما ذكر الحافظ في الفتح (7/170) ]
وروي عن ابن جريج أنه قال : حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها، ثم ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: أو فعلته؟ قال: نعم ، قال : فلا تعد إليه ، فقال أبو بكر: والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته. فأنزل الله قوله تعالى }لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ ..{ [ المجادلة : 22 ][ الدر المنثور (9/443) ]
ثاني اثنين في الغار .
ذكر ابن كثير من مراسيل ابن أبي مليكة : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج هو وأبو بكر إلى ثور فجعل أبو بكر يكون أمام النبي صلى الله عليه وسلم مرة وخلفه مرة فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من أمامك وإذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من خلفك حتى إذا انتهى إلى الغار من ثور قال أبو بكر : كما أنت حتى أدخل يدي فأحسه وأقصه فان كانت فيه دابة أصابتني قبلك .
قال نافع : فبلغني أنه كان في الغار جحر فألقم أبو بكر رجله ذلك الجحر تخوفا أن يخرج منه دابة أو شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم .[ البداية والنهاية : (3/180) ]
ويجيش الجيوش إذا سبَّ رسول الله .
بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليهم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مصدقا على أهل دبا ، وكتب معه فرائض الصدقات ، قال : فلما توفى النبي صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة ، وارتدوا فدعاهم إلى التوبة ، وأسمعوه شتم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم حذيفة : أسمعوني في أبي وأمي ، ولا تسمعوني في النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبوا إلا ذلك ،فكتب حذيفة إلى أبو بكر يخبره بذلك فاغتاظ غيظا شديدا ، وأرسل إليهم عكرمة بن أبي جهل في نحو ألفين من المسلمين فقاتلوهم حتى هزمهم .[نصب الراية (3/446) ]
المقال السابق
المقال التالى