انصروا رسولكم وذبوا عن عرضه بما تستطيعون
فنصرته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل أحد ، قال تعالى: }فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {
[ الأعراف: 157]
قال تعالى : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {[ محمد :7 ]ونصرة النبي من نصرة الله تعالى.
ومن يتخلف اليوم فقد خان الله ورسوله ، وقد قال تعالى : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {
[ الأنفال :27 ]
قال تعالى : }وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {[ النساء :115]فمن خالف سبيله بعد أن عرفه الله إياه فهذا مصيره .
وقد تكون هذه هي البداية الحقيقية لإصلاح الحال مع الله ، وما قِصَّةُ إِسلامِ حمزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ رضي الله عنه عنَّا بِبَعِيدٍ .
فقد كان سبب إسلامه أنَّ أبا جهل آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان حمزة في الصيد ، فلما رجع أخبرته امرأته بما فعل أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغضب ومضى كما هو قبل أن يدخل بيته ، وهو معلق قوسه في عنقه ، حتى أتى أبا جهل في مجلبس من مجالس قريش ، فلم يكلمه حتى علا رأسه بقوسه ، فشجه ، وقال : تَشتُمُ ابنَ أَخِي وَأَنَا على دِينِهِ ؟ فَثَارَ رِجَالٌ مِن بني مخزُومٍ ، وَثَارَ بَنُو هاشِمٍ .فقال حمزة : ديني دين محمد ، أشهد أنه رسول الله ، فو الله لا أنثني عن ذلك ، فامنعوني عن ذلك إن كنتم صادقين .
فَقَالَ أَبو جَهلٍ : دَعُوا أَبَا عِمَارَةَ ، فَإِني سَبَبْتُ ابنَ أَخِيهِ سَبًّا قَبِيحًا .
[ مختصر سيرة ابن هشام ص (67) إسلام الصحابة ص (58)]
فلما أسلم حمزة عزَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، وهابته قريش ، وعلموا أنَّ حمزة سيمنعه
انظر إلى هذا الموقف البطولي ، لماذا لا تقف أنت اليوم ، وتقول : إلا رسول الله .
ألست تحبه ؟ ألست تغار عليه ؟ ألست تفديه بأبيك وأمك ؟
ألا تستنهض هذه الأحداث همم المسلمين حتى يفيقوا من النوم العميق والسكر الدائم أمامات شاشات ( الدش ) يلهثون وراء الفيديو كليب والعري والإباحيات ، والعدو يستبيح الأرض ، وينتهك العرض ، ويقتل الأطفال ، وآخر يضطهد ويمنع الحجاب ، وآخر يسب ويلعن في الدين ، ويصفه بأنه دين عنف وإرهاب ، وأنه دين دموي ، والآن يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون لا يتحركون ، وإن تحركوا هاجوا وماجوا ، وابتعدوا عن المعالجة الصحيحة .
المقال السابق
المقال التالى