المكافآت بأنواعها لها فعل عجيب في اسر القلوب ، وتجديد النشاط ، وكسر طرق الخمول ، وباعث على الاستزادة من العلم ، إلى غير ذلك من الآثار التي تحدثها المكافآت وعلى المعلم أن يوجد هذا الأسلوب كما وجد فتوراً بين طلابه ، أو رأي مصلحة في تقديمها .
وتختلف المكافآت اختلافاً متبايناً ، ولكنها تشترك في الأثر الذي تحدثه من اختلاف في مقدار هذا الأثر . وإليك بعضاً منها :
أ) المكافآت المادية : وهي أقوى المكافآت والحوافز تأثيراً على المتعلم وإثارة له ، لأن فيها معنى زائداً على حيازة المكافأة المادية ، وهو التفوق على الأقوان ، ورضى المعلم عنه ، وحصوله على الثناء الحسن من قبل معلميه . ولقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1) فعن عبد الله بن الحارث قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيراً من بني العباس ثم يقول : " من سبق إلى فلة كذا وكذا " قال : فيستبقون إليه فيقعوا على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم .
ب) المكافأة بالدعاء : وهو الدعاء للطالب بالبركة والخير والتوفيق ونحوه . وهذا الأسلوب عزيز ونادر وجوده بين المعلمين ، ولا أدري أهو رغبة عنه أم جهل به ؟. فإن كان رغبة عنه فلقد فعله خير البشر صلى الله عليه وسلم وإن كان جهلاً به فهناك علمه :
1- عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءاً قال : من وضع هذا ؟ فأخبر ، فقال : " اللهم فقه في الدين قال الحافظ ابن حجر : قال التيمي " فيه استحباب المكافأة بالدعاء ز وقال ابن المنير : مناسبة الدعاء لا بن عباس بالتفقه على وضعه الماء من جهة أنه تردد بين ثلاثة أمور : إما أن يدخل إليه بالماء إلى الخلاء . أو يضعه على الباب اليتناوله من قرب ، أو لا يفعل شيئاً ، فرأى الثاني أوفق ، لأن في الأول تعرضاً للاطلاع ، والثالث يستدعي مشقة في طلب الماء ، والثاني أسهلها ، ففعله يدل على ذكائه ، فناسب أن يدعى له بالتفقه في الدين ليحصل به النفع .
(ت) المكافأة بالثناء الحسن ( المدح ) : وهو قولك للطالب أحسنت ، ممتاز ، ونحوه .. وهذا الأسلوب يزرع في المتعلم الثقة بعملية ، ويحث غيره لنيل هذا الاستحسان من المعلم ، ويبعث في الطالب الشعور بالارتياح لما يبذله من جهد في التعلم ومثاله :
1- عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا المنذر ! أتدري أي آية من كتاب الله معك أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ " قال قلت : (الله لا إله إلاهو الحي القيوم ) قال : فضرب في صدري وقال : " والله ! ليهنك العلم أبا المنذر قال النووي : فيه منقبة عظيمة لأبي ، ودليل على كثرة علمه ، وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم ، وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف عليه إعجاب ونحوه لكمال نفسه ورسوخه في التقوى قلت : ومن المصلحة ما تقدم آنفاً .
2- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء ، فقال أحجبت ؟.قلت نعم . قال : بما أهللت . قلت لبيك يا هلال كاهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحسنت .. الحديث .
يقول محمد بن جميل زينو : على المعلم الناجح أن يثني على الطالب إذا رأى منه أي بادرة حسنة في سلوكهن أو في إجتهاده ، فيقول الطالب الذي أحسن الجواب : أحسنت ، بارك الله فيك ، أو نعم الطالب فلان ، فمثل هذا الكلمات اللطيفة تشجع الطالب وتقوي روحه المعنوية ، وتترك في نفسه أحسن الأثر ، مما يجعله يحب معلمه ومدرسته ، ويتفتح ذهنه للتدريب ، ويكون في نفس الوقت مشجعاً لرفاقه أن يقتدوا به في أدبه وسلوكه واجتهاده لينالوا الثناء والتشجيع من ملمهم . . أ هـ
الخلاصة :
1) المكافأت لها أثر فعال في دفع المتعلمين وتحفيزهم على طلب العلم .
2) يجب أن تكون الحوافز والمكافآت وسيلة لا غاية .
3) المكافأة بالدعاء أمر محمود ، وكلما كان الدعاء مناسباً للفعل كان أفضل .
مكافأة الطالب بالثناء عليه ، أسلوب حسن ، ودافع جيد للاستزادة من العلم .