عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

التحفيز بأبسط العبارات هو : مجموعة من الدوافع التي تدفعنا لعمل شيء ما , وهو بهذه العبارة
يعني التغيير الايجابي نحو الأفضل .

 

إن أدوات التحفيز تساعد كثيراً المربي والقائد في ايجاد بيئة تربوية في مناخ نفسي مطمئن ، لهذا
تجد أن أكثر الناس إن لم يكن كلهم هو بحاجة إلى التحفيز الذي يساعد على هذه الطمأنينة
والراحة النفسية .

 

ولقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائد والمربي والإمام والنبي على تحفيز أصحابه
رضوان الله عليهم في غير ما موضع ، وقد كانت آثار هذا التحفيز النبوي بادية واضحة في سيرته
صلى الله عليه وسلم .

 

ولأنه القدوة صلى الله عليه وسلم والأسوة ، كما قال ربنا سبحانه وتعالى :
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
الأحزاب21.

 

ولهذا قال الإمام ابن كثير في تفسيره :
( هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله
وأحواله )

 

فإنني سأستعرض في هذه السطور مجموعة من مجالات التحفيز التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم .

 


أولاً / التحفيز بإظهار الحب والاهتمام :

 

فهذا صاحبه وخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أهل
الصفة الفقراء
ولقد تجلى موقف التحفيز النبوي مع هذا الصحابي الكريم في هاتين القصتين :

 

الأولى :
عندما قال رضي الله عنه ، كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا ربيعة ألا تزوج قلت لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج وما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني ثم قال لي الثانية يا ربيعة ألا تزوج فقلت ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني ثم رجعت إلى نفسي فقلت والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم مني بما يصلحني في الدنيا والآخرة والله لئن قال لي أتزوج لأقولن نعم يا رسول الله مرني بما شئت فقال لي يا ربيعة ألا تزوج فقلت بلى مرني بما شئت قال انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار كان فيهم تراخ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم فذهب إليهم فقلت لهم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فقالوا مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا فقلت يا رسول الله أتيت قوما
كراما فزوجوني وألطفوني وما سألوني البينة وليس عندي صداق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة
الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب قال فجمعوا لي وزن نواة من ذهب فأخذت ما جمعوا لي فأتيت النبي
صلى الله عليه وسلم قال اذهب بهذا إليهم فقل لهم هذا صداقها فأتيتهم فقلت هذا صداقها فقبلوه ورضوه وقالوا
كثير طيب قال ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا فقال يا ربيعة مالك حزين فقلت يا رسول الله
ما رأيت قوما أكرم منهم ورضوا بما آتيتهم وأحسنوا وقالوا كثير طيب وليس عندي ما أولم فقال يا بريدة اجمعوا له
شاة فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث
بالمكتل الذي فيه الطعام قال فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذا المكتل
فيه سبع آص شعير لا والله لا والله إن أصبح لنا طعام غيره خذه قال فأخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبرته بما قالت عائشة قال اذهب بهذا إليهم فقل لهم ليصبح هذا عندكم خبزا وهذا طبيخا فقالوا أما الخبز
فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه فأصبح عندنا
خبز ولحم فأولمت ودعوت النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه أحمد بسند حسن .

 

 

وفي هذه القصة صور متألقة من التحفيز النبوي ، ومنها :

1. إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم على ربيعة رضي الله عنه بالزواج مع علمه بفقره وحاجته ، لعلمه صلى الله
عليه وسلم مدى حاجة الإنسان للزواج .

 

2. إحساس التحفيز استقر في قلب ربيعة رضي الله عنه مع تكرار النبي صلى الله عليه وسلم عليه ، لهذا قال :
( ثم رجعت إلى نفسي فقلت والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم مني بما يصلحني في الدنيا والآخرة والله لئن قال لي أتزوج لأقولن نعم يا رسول الله مرني بما شئت ) .

 

3. لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة ربيعة للزواج فحسب بل ساعده عليه وسلم بوجهاته ، في اختيار الزوجة ، ووليمة الزواج

 

4. ثم كان تحفيز منه صلى الله عليه وسلم من نوع آخر ، عندما شرف تلك الوليمة بحضور ذلك الزواج المبارك .

 

 

أما القصة الثانية :
فهي قول ربيعة رضي الله عنه : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأتيته بوضوئه وحاجته . فقال
لي " سل " فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . قال " أو غير ذلك ؟ " قلت هو ذاك . قال " فأعني على نفسك بكثرة السجود "
رواه مسلم.

 

أي تحفيز بعد هذا التحفيز وأي تواضع بعد هذا التواضع وأي تكريم بعد هذا التكريم ، وكيف بالرسول الذي يوحى إليه
صلى الله عليه وسلم وهو يسأل خادمه عن حاجته ، وهذا الأمر لم يكن مخصوصاً بربيعة فحسب بل شامل لجميع خدمه صلى الله عليه وسلم ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح : (كان مما يقول للخادم : ألك حاجة )
وفي هذا بيان باهتمامه صلى الله عليه وسلم بكافة شرائح المجتمع وتحفيزهم .إن التحفيز بإظهار الحب والاهتمام تكرر من النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع ، والأحاديث والسيرة النبوية شاهدة على ذلك .


 




                      المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق