التحفيز بالعاطفة وذكر الحقائق :
ومن أبلغ أمثلة التحفيز النبوي على هذا النوع ، هذه القصة العظيمة التي حفظتها لنا كتب السنة ، ومفادها أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح حنينا قسم الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم فبلغه أن الأنصار يحبون أن
يصيبوا ما أصاب الناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر
الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي ويقولون الله ورسوله
أمن فقال ألا تجيبوني فقالوا لله ورسوله المن والفضل فقال أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا وكان من الأمر كذا
وكذا لأشياء عددها زعم عمرو أن لا يحفظها فقال ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وتذهبون برسول الله
إلى رحالكم الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت
وادي الأنصار .
بهذه الكلمات خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب الأنصار رضي الله عنهم ومشاعرهم قبل أن يخاطب
آذانهم ، وأكد لهم حقيقة الأمر ، وحفزهم عليه الصلاة والسلام حتى رضوا بالله ورسوله والدار الآخرة ، وكان من
وصفهم
( فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا )
المقال السابق
المقال التالى