•قصة أسر أبي العاص زوج ابنته زينب :
	
	   أبو العاص هو ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي العبشمي ، زوج بنته زينب رضيَ الله عنهما ، و والد أمامة التي كان يحملها النبي  صلى الله عليه وسلم في صلاته ، أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر )) . [1]
	 
	تأخر إسلامه وكان ممن خرج مع قريش لقتال رسول الله  صلى الله عليه وسلم فأسر مع من أسر ، ولما سمعت زينب بأسرها بعثت في فدائه بمال فيه قلادة لها ، كانت أمها خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها ، فلما رآى رسول الله  صلى الله عليه وسلم تلك القلادة رق لها رقة شديدة ، وقال :    إن رأيتم أن تطلقوا لها اسيرها ، وتردوا عليها مالها فافعلوا )) ، فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوا أبا العاص وردوا على زينب مالها . [2]
	 
	إنها واقعة أليمة اشتبك فيها وفاء الزوجية بحنان الأبوة ، فنسجت لوحة زاهية من المشاعر الإنسانية الرقيقة لدى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، حيث ذكرتها هذه القلادة زوجتها الوفية وحبيبتها الأولى ، فجددت حزنه وألمه على فقدها .
	ووجد على حال ابنتها التي ما زال حب زوجها ساكنا في قلبها رغم تفريق الدين بينهما ، حتى جاءت بأغلى ما عندها لتفديه من الأسر .
	 
	--------------------------------------------------------------------------------
	[1]سير الأعلام النبلاء ( 2 / 39 )
	[2]السيرة النبوية لابن كثير ( 3 / 204 )
		 
		
		
		
					          
			          
			المقال السابق
							          
			          
			المقال التالى