عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 01:04:08
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 5804
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

من المعلوم أن المواد العلمية تتميز بالجفاف في مادتها ، وهي تستلزم حضوراً عقلياً وقلبياً ، فتجد الطالب يشحذ حواسه كلها لاستيعاب المادة العلمية المطروحة ، ومهما يتميز به المعلم من حسن في الأداء ، وجودة في الطرح ، فإن عقل التلميذ له قدرة محدودة في استقبال المعلومات ، ولذا كان حري بالمعلم أن يدخل الطرفة بين ثنايا الدروس العلمية لكي يطرد السامة والملل الذي قد يخيم على أجواء الفصل من جراء تتابع عرض المواد العلمية . 

 


ومن فوائد بث الطرفة بين ثنايا الدرس من حين  لآخر : أنها تطرد السآمة والملل ، ومنها أنها تريح الذهن قليلاً من عناء المتابعة الدقيقة للمعلم ، ومنها أنها تفيذ المعلم أيضاً في أخذ قسط من الراحة ، ومنها أنها تشحذ الذهن وتعطيه جرعة جديدة لمواصلة استقبال المعلومات ، ومنها أنها تغير جو الفصل الذي خيم عليه الجفاف .. إلى غير ذلك .


له يقول النووي : أعلم أن المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ويشغل عن ذكر الله والفكر في مهمات الدين ، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ، ويورث الاحقاد ، ويسقط المهابة والوقار . فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله على الندوة ، لمصلحة تطييب نفس المخاطب ومؤانسته ، وهو سنة مستحبة ، فاعلم هذا فإنه مما يعظم الاحتياج إليه أ هـ .


وقال الغزالي في الإحياء : إن قدرت على ما قدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهوأن تمزح ولا تقول إلا حقاً ولا تؤذي قلباً ولا تفرط فيه وتقتصر عليه أحياناً على الندوة فلا حرج عليه فيه ، ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليها ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم..
ولقد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في مداعبته لأهله ، ومزاحه مع أصحابه، وسوف نتخبر مها ـ إن شاء الله ـ ما يكفي ويشفي :


1-   عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله ! إنك تداعينا. قال : " نعم غير أني لا أقول إلا حقا " . أخرجه الترمذي (1990) وصححه الألباني

 
2-  وعن أنس بن مالك أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً ، وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية ، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه " . وكان صلى الله عليه وسلم يحبه ، وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال : من هذا ؟ أرسلني . فالتفت ، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لايألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من يشتري هذا العبد ؟ " فقال : يارسول الله إذا تجدني كاسداً . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكن عند الله لست بكاسد " أوقال " أنت عند الله غال " . أخرجه الترمذي في الشمائل (237) وصححه الألباني


3-  وعن أنس بن مالك أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إني حاملك على ولد ناقة " ! فقال : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " وهل تلد الإبل إلا النوق ؟ :" أخرجه الترمذي في الشمائل (236) وصححه الألباني


الخلاصة  :
1)     الأثر الإيجابي الذي يحدثه المزاح في تلطيف جو الدراسة ، وقطع الملل الذي يعترف الطلاب .
2)      مراعاة عدم الإكثار منه ، كي لا يخرج الدرس عن مسارة ، وتضيع الفائدة المرجوة منه .
3)     الإكثار من المزاح ، يزيل الهيبة والوقار .
4)     المزاح لا يكون إلا حقاً أي صدقا ً .
5)     عدم إيذاء أو إهانة أحد التلاميذ بالمزاح .
 

 

 

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق