عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

الدرس التاسع : براءة عائشة رضيَ الله عنها :

المحصلة النهائية في قصة الإفك المؤلمة هي طهارة أم المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها وبرائتها مما رمي بها من الفاحشة ، وقد دل على برائتها الكتاب والسنة والإجماع .

أما دلالة الكتاب على برائتها فهي من أوجه منها :

الوجه الأول : تسمية الحادثة إفكا:

 قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ } [1]  والإفك أسوأ الكذب ، لأنه قلب للكلام عن الحق إلى الباطل ، تقول العرب : أفكه بمعنى قلبه ، ومنه قوله تعالى في قوم لوط { وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ } [2]وقوله {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } [3]وإنما قيل لها مؤتفكات لأن الملك أفكها أي قلبها ... ) [4]، وفي تسمية الحادث بالإفك تكذيب صريح لمختلقيه ، وبيان لقلبهم الحقائق عن وجهها حيث وصفوا الطاهرة المطهرة بالفاحشة والمنكر .

الوجه الثاني : وصفها بأنها بهتان عظيم:

 قال تعالى : {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } [5]،   قال أبو إسحاق : البهتان الباطل الذي يتحير من بطلانه ، وهو من البهت : التحير ، والألف والنون زائدتان )) [6]، ولا شك أن حادثة الإفك حير أولي الألباب وأعقل العقلاء لغرابتها ولبعد وقوعها ، ولكن الخبيث ابن أبي حاول أن يروجها بين الناس قليلا قليلا حتى صدقه بعض الناس ومنهم بعض الصالحين ، وذلك لتفننه في نسج الأباطيل واختلاق الأكاذيب ، دأب المنافقين في كل زمان ومكان .

أما دلالة السنة على براءة عائشة فمن أوجه منها :

الوجه الأول : تصريح النبي  صلى الله عليه وسلم ببراءة عائشة .

فكان أول كلمة قالها رسول الله لما نزل عليه الوحي وهو في بيت أبي بكر  رضي الله عنه :   يا عائشة أما الله فقد برأك )) ، وكان قبل ذلك زكاها في ملأ من أصحابه بقوله :   والله ما علمت على أهلي إلا خيرا )) ، وكل ذلك من شهادة النبي  صلى الله عليه وسلم على براءة أهله ، وكفى به شاهدا .

الوجه الثاني : إقامة حد القذف على الخائضين في حادثة الإفك .

لما نزل القرآن ببراءة عائشة أقام رسول الله  صلى الله عليه وسلم حد القذف على مسطح وحسان و حمنة ، عملا بقوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [7].  

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]سورة النور الآية 11

[2]سورة التوبة الآية 70

[3]سورة النجم الآية 53

[4]أضواء البيان ( 6 / 15 )

[5]سورة النور الآية 16

[6]لسان العرب ( 2 / 13 )

[7]سورة النور الآية 4




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق