هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع خدمه ومواليه .
يعيش الناس اليوم في عالم يأكل فيه الأغنياء الفقراء ، ويظلم فيه الأقوياء الضعفاء ، ويمنعون في الدساتير من الاستعباد والرق ، ويمارسه بعضهم ضد بعض على أبشع صوره وأشكاله .
وفيما يلي نقدم للبشرية التائهة قبسات من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع خدمه ومواليه ، ليستضيء به في حياته كل من جعل الله تحت يده أخا له في الإنسانية ، سواء كان خادما له في بيته ، أو عاملا في شركته ، أو أسيرا له في حرب .
•محبة النبي صلى الله عليه وسلم لخدمه ومواليه .
مما سجل من المحبة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبه لمولاه زيد بن حارثة وابنه أسامة بن زيد رضيَ الله عنهما ، حتى كان يدعى أسامة بالحب ابن الحب ، وكان نقش خاتمه رضي الله عنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم )) [1].
ومن دلائل حبه صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة وابنه أسامة ما روته أم المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مسرور فقال : يا عائشة ألم تري أن مجززا المدلجي دخل علي فرأى أسامة بن زيد وزيدا ، وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما ، فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض )) [2].
وكان الناس قبل ذلك يشكون في نسب أسامة لاختلاف لونه عن لون أبيه ، ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بزوال هذا الشك بشهادة هذا الخبير في القيافة .
--------------------------------------------
[1]معرفة الصحابة ( 1 / 224 )
[2]صحيح البخاري ( 6 / 2486 )
المقال السابق
المقال التالى