فأما ذو البجادين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل مهاجراً إلى المدينة وسلك ثنية الغابر وَعُرت عليه الطريق وغلظت، فأبصره ذو البجادين، فقال لأبيه: دعني أدلهم على الطريق فأبى، ونزع ثيابه فتركه عرياناً، فاتخذ عبد الله بجاداً من شعر فطرحه على عورته، ثم عدا نحوهم، فأخذ بزمام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشأ يرجز ويقول:
هذا أبو القاسم فاستقيمي تعرضي مدارجا وسومي
تعرض الجوزاء للنجوم
قال: وقد روى عبد العزيز هذه الأبيات ليسار غلام بريدة بن الخصيب، فإما أن تكون لأحدهما وتمثل بها الآخر، وإما أن تكون لغيرهما وتمثلا بها جميعاً.
وكان عبد العزيز كثير الغلط في حديثه؛ لأنه أحرق كتبه، فإنما كان يحدث بحفظه.
قال عبد العزيز: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اشتكى ذو البجادين، فمرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هلك، فكفنه وصلى عليه، ودخل في قبره.
----------------
تاريخ المدينة المنورة ج 1 ـ ص 121
المقال السابق
المقال التالى