عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم رعاية العلم والمعرفة
تاريخ الاضافة 2007-11-22 05:26:49
المقال مترجم الى
עברית   
المشاهدات 3794
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
עברית   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

يبين "ليون" [1] أن من روائع دعوة محمد~ صلى الله عليه و سلم ~  أنها  تحترم العقل، وأن الإسلام " لا يطالب أتباعه أبدًا بإلغاء هذه الملكة الربانية الحيوية. فهو على النقيض من الأديان الأخرى التي تصرّ [2] على أتباعها أن يتقبلوا مبادئ معينة دون تفكير ولا تساؤل حرّ، وإنما تفرض هذه المبادئ فرضًا بسلطان الكنيسة. أما الإسلام فإنه يعشق البحث والاستفسار ويدعو أتباعه إلى الدراسة والتنقيب والنظر قبل الإيمان... إن الإسلام يؤيد الحكمة القائلة: برهن على صحة كل شيء ثم تمسّك بالخير. وليس هذا غريبًا، إذ أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. فالإسلام دين العقل والمنطق... فالإسلام هو الحق  ! وسلاحه العلم! وعدوه اللدود هو الجهل! " [3] .

ويتحدث المفكر الشهير " أوجست كونت" عن هذه النقطة، وعن قدرة الإسلام في التعامل واحتواء جميع العقول والفلسفات والأفكار الإنسانية .. فعبّر عن ذلك بقوله :

" إن عبقرية الإسلام وقدرته الروحية لا يتناقضان البتة مع العقل كما هو الحال في الأديان الأخرى ؛ بل ولا يتناقضان مع الفلسفة الوضعية نفسها ؛ لأن الإسلام يتمشى أساساً مع واقع الإنسان، كل إنسان، بما له من عقيدة مبسطة ، ومن شعائر عملية مفيدة ! " [4] ..

ويقول المؤرخ العلامة  سيديو – في مقارنة رائعة - : "لم يشهد المجتمع الإسلامي ما شهدته أوربة من تحجر العقل وشل التفكير، وجدب الروح، ومحاربة العلم والعلماء حيث يذكر التاريخ أن اثنين وثلاثين ألف عالم قد أحرقوا أحياء! ولا جدال في أن تاريخ الإسلام لم يعرف هذا الاضطهاد الشنيع لحرية الفكر، بل كان المسلمون منفردين بالعلم في تلك العصور المظلمة، ولم يحدث أن انفرد دين بالسلطة ومنح مخالفيه في العقيدة كل أسباب الحرية كما فعل الإسلام" [5] ..

ومنذ حوالي ألف عام، عندما كان العلماء في أوربة يُحرقون أحياء كما قال سيديو؛ كان العالم الأندلسي المسلم (ابن حزم) يعلن في كتابه (الفِصَل في الملل والأهواء والنحل) عن كروية الأرض [6] منطلقاً من القرآن الكريم ومن التنظيم المطرد لمواقيت الصلاة في محيط الأرض [7] .

رغم أن أوربا في عهد الكنيسة وفي ذلك الوقت، اعتبرت" أن من الكفر والضلال القول بأن الأرض كروية؛ فمعلم الكنيسة لاكتانتيوس يتساءل مستنكراً: أيعقل أن يُجنَّ الناس إلى هذا الحد فيدخل في عقولهم أن البلدان والأشجار تتدلى من الجانب الآخر من الأرض، وأن أقدام الناس تعلو رؤوسهم ؟ !" [8] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] البروفيسور هارون ليون: باحث إنكليزي، اعتنق الإسلام عام 1882، وكان زميلاً وعضوًا فخريًا في العديد من الجمعيات الدينية في أوروبا وأميركا، وكان أستاذًا قديرًا في علم اللغويات، وقد تلقى العديد من الأوسمة الفخرية، أحدها من السلطان عبد الحميد الثاني – رحمه الله - .

[2] هكذا، ولعلها : "تفرض"

[3]انظر: عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا ، 7 / 6 – 7 .

[4] انظر : عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا ، ص 32

[5] انظر: محمد حسام الدين الخطيب: نبي المسلمين ودين الإسلام والحضارة الإسلامية 41، 42

[6] انظر ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل، مطلب (بيان كروية الأرض)، 2\78

[7] انظر: محمد حسام الدين الخطيب: نبي المسلمين ودين الإسلام والحضارة الإسلامية، ص  42

[8] انظر:  زيغريد هونكه:شمس الله تسطع على الغرب، ص 370




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق