إن الحركة العلمية والثقافية التي قام بها محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ متعددة الجوانب، اجتماعياً وسياسياً ودينياً وثقافياً . لقد كان العهد الإسلامي الذي بدأ مع إقامة أول دولة إسلامية بقيادته ~ صلى الله عليه و سلم ~ في المدينة المنورة ، فاتحة عهد جديد وخير للبشرية جمعاء : عهد علم وثقافة ومعرفة.
فلقد افتتح النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ حسب رأي العديد من علماء الشرق والغرب عهداً جديداً،وعصراً للنور والعلم والمعرفة ، فكان كفاحه حين صدع بالدعوة الإسلامية ، لنشر رسالة الله ، لإزالة ما تراكم في ذلك المجتمع الجاهلي الوثني من معتقدات خرقاء ، وأنماط اجتماعية سوداء . . وهذا ما دفع الدكتور ماركس إلى إعلان قولته الشهيرة التي نصها:
" هذا النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ الذي افتتح برسالته عصر العلم والنور والمعرفة لا بد أن تدون أقواله وأفعاله على طريقة علمية خاصة ، وبما أن هذه التعاليم التي قال بها يعنى النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~، هي وحي الله المنزل ورسالته ، فقد كان عليه~ صلى الله عليه و سلم ~ أن يمحو ما تراكم على الرسالات السابقة من التبديل والتحوير ، وما أدخله عليها الجهل من سخافات لا يعول عليها عاقل " [1] . وهذا ما فعله النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ !
"ومنذ عام 700م بدأت إشراقة الحضارة العربية الإسلامية تمتد من شرقي المتوسط إلى بلاد فارس شرقاً وإسبانيا غرباً، فأعيد اكتشاف قسم كبير من العلم القديم، وسجلت اكتشافات جديدة في الرياضيات والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم.. وفي هذا المجال كما في غيره؛ كان العرب معلمين لأوربة، فساهموا في نهضة العلوم على هذه القارة" [2] .
------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر : محمد شريف الشيباني: الرسول في الدراسات الإستشراقية المنصفة ، 178
[2] دانييل بريفولت: نشأة الإنسانية، ص84
المقال التالى