إجبار المرأة على الزواج من أي شخص دون موافقتها. فقد جاءت فتاة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له أن أباها زوجها رغماً عنها، فخيرها النبي بين قبول الزواج أو إبطاله. وفي رواية أخرى أنها قالت: "في الحقيقة أنا أقبل هذا الزواج لكني أريد أن تعرف النساء أن الوالدين ليس لهما أي حق في فرض الأزواج عليهن"[76].
باختصار أعطى الإسلام للمرأة بعض الحقوق التي ليس لها مثيل؛ فهي تستطيع إنهاء الزواج عن طريق الخلع كما تستطيع أن تطلب الطلاق. فالمرأة المسلمة لا يمكن أن يقيدها زوج متمرد. وهذه الحقوق هي التي أغرت النساء اليهوديات ممن عشن في المجتمعات الإسلامية الأولى في القرن السابع بعد الميلاد أن يطلبن إعلان الطلاق من أزواجهن اليهود في المحاكم الإسلامية. وقد قال الحاخامات عن هذا الإعلان أنه باطل ولإنهاء هذه الممارسة أعطوا حقوق وامتيازات جديدة للنساء اليهوديات في محاولة لإضعاف الانجذاب للمحاكم الإسلامية. ولم تحظ النساء اليهوديات ممن يعشن في الدول المسيحية بامتيازات مشابهة حيث لم يكن قانون الطلاق الروماني أفضل حالا من نظيره اليهودي[77].
_______________________________________
[76] سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، الحديث 1874
[77]
david w. amram, the jewish law of divorce according to bible and talmud ( philadelphia: edward stern & co., inc., 1896) pp. 125-126.
المقال السابق
المقال التالى