إن تربية الطفل ليصبحَ ذا همّة عالية تعتمد على عدة أمور منها:
* تقوية إرادة الطفل، وذلك باحترام رأيه واستشارته وعدم تحقيره وإهانته لأن ذلك يجعل الطفل يحتقر نفسه ويعود الذلة والمهانة، وبتعويده على الصبر وقهر الهوى ومخالفة النفس ([1]) لأن النفس بذلك تشعر بالعزة وعلو الهمّة.
* تعويده على طلب الكمال وإحسان العمل، ويجب الحذر من أن يكون ذلك في اللباس والطعام والمسكن والمركب لأن هذا حال أكثر الناس، وهذا يدفع الطفل إلى ارتكاب المعاصي لأجل المتاع الزائل، وإنما المقصود تعويده على طلب الكمال في الخلق والدين وطلب محاسن الأعمال، فإذا كان معه طعام أو مال عود البذل، وان اعتدى عليه أحد عود على العفو والتسامح.
* تعليقه بالقضايا العالية كحثه على طلب العلم ليصبح عالما ربانياً يقود الناس إلى الجنة، وتدريبه على الشجاعة ليجاهد في سبيل الله، وكسب المال لإنفاقه في وجوه الخير، والحذر من تعليقه بالتطلعات الأرضية التي يتساوى فيها المسلم والكافر كالأكل والشرب وملذات الدنيا، فهذا الأسلوب يعطل طاقات الإنسان ويجعله مُخلِداً إلى الشهوات والصَّغار، والرضى بالدون ([2])
* ربطُهُ بالقدوات العالية الهمة عن طريق تعليمه المغازي، وسيرَ ذوي الهمة العالية في الالتزام بالعقيدة، والتضحية في سبيَلها " وذوي الخُلُق العالي، فيكنَّى ويسمّى بأسمائهم وكناهم، ويحدث بسيرتهم ليقتدي بهم.
------------------------------------------
([1]) انظر: الطب الروحاني، الرازي: ص 37، ومسئولية الأب المسلم في تربية الولد عدنان باحارث، ص 330- 331.
([2]) انظر: من أخطائنا في تربية أولادنا، محمد السحيم، ص28- 30.
المقال السابق
المقال التالى