عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم حملة صالحون مصلحون
تاريخ الاضافة 2011-12-11 05:21:41
المقال مترجم الى
English    Español   
المشاهدات 3290
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Español   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 

إنّ الحمد لله، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله .
 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران 102 ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء 1 ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) الأحزاب 70 - 71 .
 
أما بعد ، فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، و أحسن الهدي هدي محمد ، و شر الأمور محدثاتها ، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار .
 
قال الأحنف بن قيس رحمه الله - و هو يعظ معاوية رضي الله عنه - : يا أمير المؤمنين هم ثمار قلوبنا و عماد ظهورنا ، و نحن لهم أرض ذليلة و سماء ظليلة و بهم نصول على كل جليلة . فإنْ طلبوا فأعطهم و إنْ غضبوا فأرضهم ، يمنحوك ودهم و يحبوك جهدهم .
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " .
 
الإنسان إذا مات و أطلع على أمر الآخرة ، و ما فيها من أهوال و عاين ثواب الطاعة و عقاب المعصية ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا لو دقيقة فيعمل عملًا صالحًا ينتفع بثوابه ؛ و في هذا الحديث العظيم ثلاثة أعمال ينتفع بها الإنسان بعد موته : الصدقة الجارية و العلم الذي ينتفع به الناس و الولد الصالح .
 
لكن ليس العلم النافع في مقدور كل الناس ، و ليس كل الناس أغنياء فيصنعوا صدقة جارية ، فلا يبقى إلا ثواب الولد الصالح .
و الإنسان لا يصح أن يكون صالحًا مصلحًا و ولده فاسدًا مفسدًا ، فكيف يقبل الناس النصح من إنسان و بيته خرب و ولده فاسد ؟! ، لذلك كان ضروريًا أن يبدأ الإنسان بإصلاح بيته و تربية ولده ، حتى يسعد ببره له في الدنيا و بدعائه له و هو مغيب تحت التراب .
 
و اعلم أخي المسلم أن الولد لصالح و الذرية الطيبة هي أمنية الأنبياء عليهم السلام ، و انظر إلى دعاء زكريا عليه السلام كما جاء في سورة آل عمران : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [38] ) ، و انظر إلى دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام كما جاء في سوره الصافات : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ  [100]) .
 
و الولد الفاسد نقمة و سبب من أسباب الكفر و سخط الله ، و موته فيه رحمه لأبويه ، قال تعالى - في سورة الكهف فيما حدث بين موسى و الخضر عليهما السلام - : ( وَ أَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَ كُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَ أَقْرَبَ رُحْمًا  [80] ) .
انظر أخي الحبيب إلى قوله تعالى و هو يثبت الإيمان لأبوي الغلام ، لكنه سيكون سببًا في ضياع هذا الإيمان و تحوله إلى طغيان و كفر . 
و أيضًا ما رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : أنَّ الملك المسعود صاحب اليمن , لما مات ابنه ُسرّ والده بموته لأنه كان يعسف التجار, و يشرب الخمر بمكة ، فالولد الفاسد وبال على أهله في الدنيا و الآخرة .
 
و من هنا كانت الأهمية القصوى في الوقوف على وسائل تربية الولد كما جاءت في شريعة الإسلام ، و ليس الشرائع الأخرى التي تُبيح للبنت أن تزني و تفعل ما تشتهى و ليس لأبوها أي ولاية عليها .
 
 
فهيا بنا في هذه الرحلة مع تربية الولد في الإسلام وحقوق الأبناء .
 
إنَّ أساس تربية الولد اختيار الأم الصالحة ، لأن الأم هي الأرض التي تحمل البذرة ، فكلما كانت الأرض خصبة و قوية و نقية جاء الزرع طيبًا حسنًا .
و لن نكثر من الكلام عن المرأة الصالحة ، لأن الكثير قد يقول : أنا تزوجت و انتهى الأمر ، و أريد أن اعرف كيف أربي ولدي ؟
 
 
نقول : أولًا - لمن لم يتزوج :
 
ما رواه البخاري عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " تُنْكَحُ المَرْأَةُ  لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا وَ لِحَسَبِهَا وَ جَمَالِهَا وَ لِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ ، تَرِبَتْ يَدَاكَ " .
 
 
- أمَّا من تزوج و منَّ الله عليه و أعطاه الأولاد : 
 
فليحمد الله على هذه النعمة ، و ليتق الله في زوجته و أولاده و لا يطعمهم إلا حلال .
و اعلم أخي المسلم أنَّ الولد بشارة ، و البشارة لا تكون إلا في الخير .
 
قال تعالى : ( وَلَقَد جَاءَت رسلنَا إِبْرَاهِيم بالبشرى قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام فَمَا لبث أَن جَاءَ بعجل حنيذ فَلَمَّا رأى أَيْديهم لَا تصل إِلَيْهِ نكرهم وأوجس مِنْهُم خيفة قَالُوا لَا تخف إِنَّا أرسلنَا إِلَى قوم لوط وَامْرَأَته قَائِمَة فَضَحكت فبشرناها بِإسْحَاق وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب ) هود 69-71.
 
و قال تعالى : ( نبئهم عَن ضيف إِبْرَاهِيم إِذْ دخلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاما قَالَ إِنَّا مِنْكُم وجلون قَالُوا لَا توجل إِنَّا نبشرك بِغُلَام عليم قَالَ أبشرتموني على أَن مسني الْكبر فَبِمَ تبشرون قَالُوا بشرناك بِالْحَقِّ فَلَا تكن من القانطين قَالَ وَمن يقنط من رَحْمَة ربه إِلَّا الضالون ) الحجر 51-56.
 
و قال تعالى : ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نبشرك بِغُلَام اسْمه يحيى لم نجْعَل لَهُ من قبل سميا ) مريم 7 .
 
فاقبل بشارة ربك سواء كانت ذكر أم أنثى ، و قل : الحمد لله .
 
 



                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق