الوصية العشرون : الوصية بفعل كل شئ إلا الجماع عند الحيض
تعلمنا من السنة النبوية أن للزوج في ليلة الزفاف إن كانت زوجته حائضا أن يتمتع بكل شئ منها دون الجماع
و لذا نقرأ في وصية الرسول عليه الصلاة و السلام بخصوص هذا الشأن قوله : " اصنعوا كل شئ إلا النكاح " و في رواية أخرى : " افعلوا كل شئ " 1
و المراد بالنكاح ههنا الجماع ، إن أصل كلمة نكاح في كلام العرب الوطء ، وسمي التزويج بالنكاح لأنه سبب للوطء المباح
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " كانت إحدانا إذا كانت حائضا ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها "2
و هكذا نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بفعل كل شئ إلا الجماع و هذا من تيسير الإسلام فقد كان اليهود لا يساكنون المرأة الحائض ولا يؤاكلونها ولا يخالطونها كأنها آثمة مذنبة .
فجاء الإسلام بنوره و يسر على المسلمين فكان الخير كل الخير في منهاجه و اليسر كل اليسر في هديه .
--------------------------------------
1-تخريج الحديثين : حديث صحيح أخرجه مسلم (302) و أبو داوو (258) و أحمد (2/132/246) و الترمذي (2977) و النسائي (1/152) وابن ماجة (644) و الدارمي (1/245) و ابن حبان (1362) و البغوي (314) في شرح السنة و البيهقي (1/313) في سننه الكبرى .
2- حديث صحيح أخرجه البخاري (302) ومسلم (293) و أبو داوود (270) و الترمذي (132) و النسائي (1/151) و ابن ماجة (635) و عبد الرزاق (1237) و الدارمي (1/244) و البغوي (317)
المقال السابق
المقال التالى