الوصية السابعة عشر : الوصية بعدم الجماع في الدبر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ملعون من أتى امرأة في دبرها " 1
أخي المسلم .. أختى المسلمة
من الأمور التى أتفق أهل العلم عليها أنه يجوز للرجل إتيان زوجته في قُبلها على أي صفة شاء ، وفيه نزلت الآية الكريمة : " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ " 2 .قال بن عباس رضي الله عنه : ائتها أنى شئت ، مالم تأتها في الدبر و الحيض 3 .
أما الإتيان في الدبر ، فحرام فمن عمله جاهلاً بتحريمه ، نهى عنه ، فإن عاد إليه عُزّر ، وروى أن عمر ضرب رجلاً في ذلك ، و سئل أبو الدرداء عن ذلك ، فقال : و هل يفعل ذلك إلا كافر ؟! ، و ذكر لابن عمر ذلك ، فقال : هل يفعله أحد من المسلمين ؟!
ومن هذا نعلم أن من جامع زوجته في دبرها فقد أتى كبيرة من الكبائر ، و عليه أن يتوب من هذا الفعل الذي نهى عنه ربنا تبارك و تعالى و لعن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه ، و هذا اللعن سيلتصق بصاحبه إذا تمادى في غيِّه بعد معرفته بحكم الله و رسوله في هذا الأمر .
أخي المسلم .. أختى المسلمة ..
لقد أثبت الطب في هذا العصر أن أكثر من 70 % من الرجال يصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة إذا أتى المرأة في دبرها .
و قد عرف الإنسان منذ زمن بعيد أمراض الزهري و السيلان و القرحة الرخوة ، كأمراض تنتقل من الرجال إالى النساء ، و بالعكس عند الالتقاء الجنسي ، ثم في هذا القرن ، فوجئ العالم كله بظهور مرض الـ a.i.d.s. أي مرض نقص المناعة المكتسبة في حالة الشذوذ الجنسي .
لقد ذكر أهل العلم بالطب أن منيَّ الرجل يحتوى على مواد من الأحماض الدهنية الغير مشبعة تعرف بالبروستاجلاندين ، و يصل عددها المعروف للآن إلى حوالى اثنى عشر ، كل منها له فعل مختلف عن الآخر ، و على أنسجة مختلفة ، و من هذه المواد ما يؤثر على جهاز المناعة فيضعفه ، و يقلل إنتاج الخلايا اللمفاوية التي تقوم بعمليات المناعة في الإنسان .
ومن البديهي و المعروف أن الرجل يضع هذا المني في الرحم مهبل الزوجة و هذا هو أمر الله في كتابه ، و الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته
و قد اتضح أن إفرازات الرحم بها مواد تُضادُّ و تعادل المواد الموجودة في مني الرجل ، و التي كما بينا تضاعف جهاز المناعة ، لذلك فإن وضع الرجل للمني في مهبل المرأة لا ينتج عنه أي نقص في المناعة .
أما إذا حدث ووضع الرجل هذا الماء في غير موضعه ، كأن يأتي الزوج وزجته في دبرها ، فإنه سيؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخطير .
و بهذا نتبين حكمه الله عندما حرَّم الشذوذ الجنسي ، بكل أنواعه من اللواط ، و السحاق ، و إتيان الزوجة في دبرها ، و أمر باعتزال النساء في المحيض حتى يطهرن 4
عن خزيمة بن ثابت ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن أو إتيان الرجل امرأته في دبرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي حلال فلما ولى الرجل دعاه أو أمر به فدعي فقال كيف ؟ قلت في أي الخربتين أو في أي الخرزتين أو في أي الخصفتين أمن دبرها في قبلها فنعم أم من دبرها في دبرها فلا فإن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن)
ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من أتى امرأة في دبرها فقال : (مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا) رواه أبو داود (2162) والحديث صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2432).
قال صلى الله عليه وسلم : (لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلا أَوْ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ) رواه الترمذي (1166) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِنًا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه الترمذي (135) وأبو داود (3904) وابن ماجه (639) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2433).
وكل هذه الملعلومات الجديدة ليست بجديدة بالنسبة للإسلام ، لأن الله تعالى قد أخبرنا بها في القرآن الكريم من ألف و أربعمائة سنة .
-------------------------
1- حديث صحيح ، أخرجه أحمد ( 2/279 ) ، ( 2/444 ) ، و أبو داوود ( 2162 ) في النكاح : باب جامع في النكاح ، و ابن ماجة ( 1623 ) في باب النكاح : باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن .
2- سورة البقرة 222
3- الدرامي (1/ 258 )
4- للمزيد من التفصيل ، فيرجع إلى كتاب ( مدخل إلى الطب الإسلامي ) تأليف د. علي محمد المطاوع