عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم أربع وعشرون ساعة في حياة المسلم
تاريخ الاضافة 2009-09-25 01:26:09
المقال مترجم الى
English    Deutsch    Español   
المشاهدات 12647
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Deutsch    Español   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

يرجح بعض الناس الردّ على الإساءة بالإساءة ولا يسمح لهم مزاجهم بأن يكونوا كاضمين للغيض عافين عند المقدرة بل يقابلون الكلمة السيّئة بأسوء منها، فيطقون ألفاظا غير لائقة ويستعملون عبارات نابية تجرح الطرف المقابل، ويركبهم الكبْر وينسون الاحترام، وهذا ينم عن الاستعلاء والتكبر.

إن هذه التصرفات منافية بشكل كامل للأخلاق القرآنية لأن القرآن يؤكد أن الكلمة الطيبة بركة وتعود بالنفع على صاحبها، وقد ضرب الله لنا مثلا في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ" ( إبراهيم، 24-27 ).

تؤكد الآيات أن الإنسان الذي يعتمد الكلمة الطيبة أسلوبا في حياته يفوز بحسنة الدنيا والآخرة وتكون له مقابل ذلك نعم لا مثيل لها، أمّا الذين يعتمدون الكلمة الخبيثة فعاقبتهم نار جهنم ويكونون قد اختاروا طريق الظلال.

يخاطب المؤمن الناس بأسلوب ليّن ويدعوهم إلى الطريق الحقّ معتمدا القرآن الكريم منهجا لدعوته فيذكّر الناس بالآيات الكريمة، ويقول لهم قولا حسنا. كما يشرح المؤمن الأخلاق القرآنية بأسلوب سهل بسيط حتّى يحبب الأخلاق القرآنية لأصدقائه ويهديهم إلى الطريق القويم ويحدّثهم أحاديث تبعث فيهم النشاط والحيوية والأمل في حياة طيبة. والمؤمن بهذا الأسلوب هو عند الله مثل الشجرة الطيبة التي تعطي ثمارا طيّبة.

غير أن بعض الناس ينقدون صفات الناس ونقائصهم غايتهم الحطّ من قيمتهم وإهانتهم. وهذا والأسلوب الخطأ حذر منه الله تعالى في الآيات السابقة وشبه قولهم بالشجرة الخبيثة التي لا تنفع الناس ولا تثمر ثمارا طيبة، لأنّ الكلمة السيئة تفسد العلاقات الاجتماعية وتحبط العزائم وتبعث على الحزن والتشاؤم. أمّا المؤمن إذا تحدث مع شخص فهو يحاول -بأسلوب ليّن ومن خلال اختيار كلمات حسنة -أن يذكره بأخطائه فلا يجرح شعوره ويكون بذلك قد طبق أمر الله تعالى. وقد قال الله تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا" (الإسراء، 53 ).


هكذا تبين الآية أن الشيطان يبعد الإنسان عن القول الجميل ويحاول بث الفتنة بين الناس بمجرّد أن يتلفظ أحد المتخاصمين بكلمة سيئة، فيتدخل الشيطان على الفور ليؤجج نار الفتنة، فيردّ الإنسان بكلمة سيئة ويسقط الطرفان في شباك الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس ممّا يفسد العلاقات الإنسانية وينهي الصداقة بين الأصدقاء.

أمّا الكلمة الطيبة فهي تنتصر على الشيطان، وعلى المؤمنين أن يتبادلوا الكلمات الطيبة وأن لا يفسحوا المجال للشيطان ببثّ الفتنة بينهم. بذلك تتوطد العلاقات بين الناس ويحصل التقارب وتقوى الالفة بين الناس.




                      المقال السابق




Bookmark and Share


أضف تعليق