الثباتُ في مُواجَهة ما يحدث للإنسان صفةٌ مميِّزَةٌ للمسلِمين. وقد اُبتُلِيَ أيُّوبُ عليه السلام بِفقد أسرته وثروتِه، وابتُلِيَ بِمرضٍ شديدٍ سبَّب له معاناةٍ كبيرةً. ولم يسأل أيُّوبُ غيرَ اللهِ، ووَضَع ثقتَه فيه. واستجابَ اللهُ لأيُّوبَ وعلَّمَه كيف يتغلَّب على مِحنتِه .وينقلُ لنا القرآنُ شخصيةَ أيُّوبَ عليه السلام النموذجيَّةَ، ويذكُر لنا دعوَتَه كما يلي:
)وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( ) سورة ص: 41-44)
ويَعيبُنا أنَّنا فور إصابة أحدنا بمرض أو مشقة أو مشكلة فإنه يستسلم لليأس فوراً، وبعضُ الناس يزيدون على هذا فيتمرَّدون على الله، وهذه صفاتٌ تُغضِب الله .ويعلِّمُنا نموذجُ أيُّوبَ أنَّ الله قد يُعرِّض عبادَه لصِعابٍ متعدِّدة، ولكنَّ هذه المصائب تُنضِج المؤمنَ وتختبِر إخلاصَه لله.
ويجب علينا أن ندعوَ اللهَ ونثقَ به في مواجهة جميع المصاعب التي نتعرَّض لها. ويجب علينا أن نصبِر كما صبر أيُّوبُ عليه السلام، ونتوجَّه إلى الله، وعندها فقط يُخفِّفُ اللهُ مصاعِبَنا، ويكافِئُنا في هذه الدنيا وفي الحياة الآخرة.
المقال السابق
المقال التالى