عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم لنتعلم إسلامنا
تاريخ الاضافة 2009-06-03 14:25:46
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 4422
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

دعا نوحٌ عليه السلام قومَه إلى الطريق الصحيح، مَثَلُه مَثَلُ جميعِ الأنبياء، فأخبَرَهم بأنَّ عليهم أن يُؤمِنوا بالله خالقِ كلِّ شيء، ويجب عليهم ألاَّ يَعبدوا أحداً سواه، وإلاَّ فإنهم سوف يُعاقَبون. ويُخبِرُنا القرآن عن هذا كما يلي:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ  أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (سورة هود: 25 – 26)
ورغم جميع تحذيراته، لَم يؤمن بنوح إلا قليلٌ من الناس، وبناءً على ذلك؛ فقد أمر اللهُ نوحاً أن يَبنِيَ سفِينةً عظِيمَةً، وأخبَرَه أنَّه سوف يُنْجِي المؤمنين في هذه السفينة.
وأدهش بناءُ نوحٍ للسفينة في مِنطقةٍ لا يوجد فيها بحارٌ هؤلاءِ الناس الذين لا يؤمنون بالله، فسَخِروا منه .ولم يدرك الذين يفتقرون للإيمان ما الذي سوف يحدث لهم، ولكنَّ اللهَ كان يعلم.
وحين اكتَمَل بناءُ السفينة هَطَل مطرٌ غَزِير لأيَّامٍ متعددة وغطَّى الماءُ الأرضَ حتى فاض على كلِّ شيء.  وقد أثبَتَ العلماءُ حدوثَ هذه الكارثة التاريخية، حيثُ تمَّ كشفُ العَدِيدِ مِن الدلائِلِ بالشرق الأوسط تُظهِر أنَّ الكثيرَ مِن جِبال اليوم غطَّتها المياهُ يوماً ما.
ولا شكَّ أنَّك قد شاهدت العديد من الفيضانات في مختلف أنحاء العالم على شاشة التِّلفاز.  وعادةً ما يلجأ الناسُ إلى أسطح المباني في مواجهة مثل هذه الكارثة، وينتظرون إتْيَانَ النجدة. ولا يمكن في مثل هذه الحالات لغير المراكب والطائرات المروحية (الهليكوبتر) أن تُنقِذَهم، أمَّا في وقت نبيِّ الله نوحٍ عليه السلام فلم يكن هناك ما يُنقِذُهم إلا سفينةُ نوحٍ. وتُمثِّل هذه الكارثةُ التي سُمِّيَت طوفان نوح عقوبةً خلقَها اللهُ خصِّيصاً لمعاقَبة الناس الذين كفروا بنوح، ولأنَّ هؤلاء الناس انتظروا النجدةَ مِن غير الله؛ فإنَّه لم يركب السفينةَ أحدٌ من هؤلاء الذين صَمُّوا آذانَهم عن تحذيرات الله. ولم يضع هؤلاء ثِقَتَهم في اللهِ وإنَّما اعتمدوا على مخلوقاتٍ أخرى مثلِهم.
ولا يمكن لأيِّ شيء أن يحفظَنا إلاَّ إنْ أراد اللهُ ذلك، ولكنَّ الناس الذين أنكروا هذه الحقيقة تسلَّقوا الجِبالَ أو انتقلوا إلى مناطقَ أعلى، ولكنَّهم رغم ذلك لم يتمكَّنوا مِن إنقاذ أنفُسِهم مِن الغرق.
وآمَن عددٌ قليلٌ جِدًّا من الناس بالله ووثِقوا به، ممَّا قادَهم لِرُكوب السفينة مع نوح وإنقاذ أنفسهم. وأخذ رُكَّابُ السفينة مِن كُلِّ نوع من الحيوانات زوجاً؛ كما أمرهم الله تعالى، ويحكي لنا القرآن هذه الأحداث كما يلي:
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِر وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) (سورة القمر:9 – 16)
وقد أبلغ جميعُ الأنبياء الذين أرسلَهم الله لأقوامهم نفسَ التعاليم في الأساس، ودعَوْا أقوامهم لعبادة الله وطاعةِ رُسُلِه. ولم يسأل الرُّسُلُ أقوامَهم أجراً في مُقابِل خَدَماتِهم، فمن أرسلَهم اللهُ لنقل كلماتِه للناس لا يفعلون هذا، فالرُّسل لا يقدِّمون خدماتِهم إلا نتيجةَ حُبِّهم للهِ وخَوْفِهم منه. ويُجابِه الرُّسُلُ، أثناء توصيل رسالاتهم، العديدَ مِن الصِّعابِ حين يَذُمُّهم أقوامُهم ويُعامِلُونَهم بِقَسْوَة. وزيادةً على هذا فإنَّ بعضَ الناس تآمروا على قتْلِ أنبيائهم الذين أُرسِلُوا إليهم، بل وتجرَّأ بعضُهُم فقَتَلُوهم فِعلاً. ولكنْ بِما أنَّ الأنبياء يخافون اللهَ وحدَه ولا يخافون أحداً سواه، فإنه لم تثبطهم ولم تُخِفْهم أيَّةُ مُعوِّقات، ولم يَنْسَ الرُّسُل أبداً أنَّ الله سوف يُكافِئُهم بِسَخاءٍ، سواءٌ في الحياة الدنيا أو في الحياة الأخرى.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق