عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 09:52:03
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 8247
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

لا ينفك المعلم بحال من الأحوال عن إيماءات اليدين والرأس ، اثناء ممارسته للتعليم ، فهي ملازمة للمتحدث أياً كان نوع الحديث.
ولكن هل من سبيل إلى توظيف هذه الحركة والإيماءات لصالح التعليم ؟ الجواب . نعم . وإن سألتني كيف ذلك ؟ قلت لك : تابع معي السطور التالية :
إن عين التلميذ تتابع حركة المعلم وسكناته ن ولذلك فهو يتأثر بالانفعالات التي يحدثها المعلم ، إذاً فهو يتأثر بحركة اليدين والرأس . والمعلم قد يستفيد من هذه الحركات والإشارات في أمور عدة :
أحدها : زيادة بيان وإيضاح وتأكيد على الكلام : تأخذ هذه من حديث جابر رضي الله عنه ، في سياق حجة النبي e وفيه :
1-  أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه ، أن من لم يسق الهدي أن يحل من  إحرامه بعد طوافه بين الصفا والمروة ويجعلها عمرة وقال : ( لو أني استقبلت من أمري استدبرت لم أسق الهدي . وجعلتها عمرة ز فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل . وليجعلها عمرة ) فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال :يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد ؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الاخرى. وقال: ( دخلت العمرة في الحج ) مرتين أخرجه مسلم (1216) لا بل يؤكد على أن هذا الحكم مستمر الأبد ولا يخفي ما في هذه الحركة من معان قوية ، تزيد الكلام تأكيداً ، وقوة إلا قوة .
2-  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ) البخاري (893) ومسلم (852)  وأشار بيده يقللها [ يزهدها] وبتأمل هذا الحديث ، يتبين أن إشارته صلى الله عليه وسلم أفادت معنى جديداً زائداً على كلامه صلى الله عليه وسلم ، وهو أن هذه الساعة أمرها يسير في مقابل نيل أمر عظيم . وهذا من فضل الله على عباده . قال الزين بن المنير : الإشارة لتقليلها هو للترغيب فيها والحض عليها ليسارة وقتها وغزارة فضلها .
ثانيها : جذب الانتباه وترسيخ بعض المعاني في الذهن : نلمس ذلك من الحديث السابق الذي ساقه جابر بن عبدالله رضي الله عنه ، وذلك عندما خطب النبي صلى الله عليه وسلم بالناس في نمرة يوم عرفة ، حيث بين لهم في هذه الخطبة اموراً كثيرةوعظيمة ، ثم بعد أن بلغهم قال لهم :
1-  ( وأنتم تسألون عني . فما أنتم قائلون ؟ ) قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فقال : بإصبعة السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس ( اللهم ! أشهد . اللهم ! أشهد ) ثلاث مرات أخرجه مسلم (1218)  ففي رفع الرسول صلى الله عليه وسلم لأصبعه إلى السماء ثم الإشارة به إليهم ، جذب الأنظار الناس لهذا الأمر الهام والخطير وهو مقام الشهادة على التبليغ .
2-  ذكر ابو العالية البراء .. تأخير أبن زياد الصلاة ذكر ذلك لعبد الله بن الصامت فعض على شفتيه فضرب فخدي وقال سألت أبا ذر كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فضرب فخذي كما ضرب فخذك وقال : ( صل الصلاة لوقتها فإن أدركت الصلاة معهم فصل ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي ) أخرجه مسلم (648)  قال في شرح مسلم : قوله فضرب فخذي أي للتنبيه وجمع الذهن على ما يقوله له .
ثالثها طلب الاختصار : أما طلب الاختصار فنأخذه من الحديث المتفق عليه ، الذي يرويه ابن عباس بقوله :
1-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة ، وأشار بيده إلى الأنف ن واليدين والركبتين ، وأطراف القدمين ) أخرجه البخاري (779) ومسلم (490) ألا ترى أنه قال أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ثم قال الجبهة وأشار بيده إلى الأنف ، فهذا فيه بيان إلى أن الأنف تابع للجبه ، أي كأنهما عضو واحد ، وفهي ايضاً اختصار بديع ، إذا أنه صلى الله عليه وسلم  استغنى عن ذكر الانف بالإشارة إليه ، ألا ترى أنه لو لم يشر إلى الأنف لكان يتوجه أن يقال : الجبهة والأنف ، فلما أستخدمت الإشارة على لأنف مع قوله الجبهة ، أغني ذلك عن ذكر الأنف . والله أعلم .
2-  عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حجته فقال : ذبحت قبل أن أرمي ، فأومأ بيده قال : ولا حرج . قال : حلقت قبل أن أرمي ، فأومأ بيده قال : ولا حرج . قال : حلقت قبل أن أذبح ، فأومأ بيده ك ولا حرج  البخاري (83) ومسلم (1306)
3-  وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقبض العلم ، ويظهر الجهل والفتن ، ويكثر الهرج ) قيل : يا رسول الله وما الهرج ؟ فقال :هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل .البخاري( 85) 
الخلاصة  :
1)     توظيف إيماءات اليدين والرأس في صالح التعليم .
2)  الإشارات تفيد المعلم  في الاختصار ، أو زيادة تأكيد على الكلام ، أو ترسيخ وتعميق بعض الأمور الهامة أو جذب انتباه السامع ، أو تساعد المعلم في التعبير عن بعض المعاني التي قد يتعذر على اللسان الإتيان بها . وغيرها .
3)  هناك وظائف كثيرة متعارف عليها ، وهي معلومة لنا بحكم العادة ، كإشارة طلب السكوت ، أو النفي ، أو طلب المجيء والانصراف وغيرها .
4)   إن الإسراف في حركة اليدين ، مزعجة للطالب ، ونقيضه تعطيل هذه الوسيلة يفوق على المعلم وسائل مساعدة في إيضاح بعض مواد الشرح . فكلا قصد طرفي الأمور ذميم

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق