عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 09:46:12
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 7694
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

  

أسلوب التشويق : هو أسلوب أول طريقة من الطرق تبعث على إيقاظ الهمم ، وإذكار النفوس ، إذا إن النفس البشرية تتطلع إلى استكشاف كل حديد، بل إن إثارة المتعلم وتشويقه ، تجعله يبحث ويستقصي يلهف شديد ، ورغبة شديدة ، في معرفة ذلك الشيء المشرق . يوضح ذلك الحديث الذي يرويه أبو سعيد المعلي رضي الله عنه :

 

1-  قال: ( كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يارسول الله إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : ( أستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ؟ ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال " ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته . وفي هذا الحديث يظهر لنا جلياً شوق ذلك الصحابي إلى معرفة أعظم سورة في القرآن ، حيث أنه لم يصبر ولم يهمل الرسول حتى يخرج بل بادره بقوله : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

 

2-  ومثله الحديث الذي عند مسلم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احشدوا [ أي اجتمعوا ] . فإن سأقرأ عليكم ثلث القرآن ) فحشد من حشد . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : قل هو الله أحد . ثم دخل فقال : بعضنا لبعض : إني أرى هذا خير جاءه من السماء فذاك الذي أدخله . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني قلت لكم :سأقرأ عليكم ثلث القرآن . ألا إنها تعدل ثلث القرآن ) . ألا إن قوله الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله ، كان له أثر كبير في تشوقهم ، لسماع ثلث القرآن منه صلى الله عليه وسلم. ففي هذه القصة فوائد منها دلالة واضحة على فضل قراءة سورة الإخلاص . ومنها تلهف الصحابة لسماع ثلث القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها أن قوله ( احشدوا ) ثم دخوله وخروجه مرة أخرى يلزم منه رسوخ هذه القصة بأحداثها عن الصحابة وحفظهم لها .

 

3-  روى الإمام أحمد : عن أنس قال : كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم

 

الثالث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حالة الأول ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمر بن العاص فقال : إني لا حيت أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثاً فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال : ( نعم ) قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشة ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبدالله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلعت أنت في الثلاث المرات فأردت أن آوي غليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هو ما رأيت ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق .

 

وفي هذه القصة كان الدافع الذي حدا بعبد الله بن عمرو بن العاص إلى أن يقول ما يقول لذلك الصحابي ، لكي يعلم السبب الذي من أجله كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) ، ولا يخفى ما في هذه القصة من أسلوب إثارة وتشويق وهو بين ظاهر .

 

الخلاصة  :

 

1)     إن استخدام أسلوب التشويق والإثارة ، من أقوى الدوافع على التعليم والبحث والاستقصاء .

 

2)  يجب أن يضع المعلم في اعتباره ، ان العبارات المستخدمة في هذا الأسلوب ، يجب أن تؤدي إلى معنى تهواه وتستشرف إليه النفس .

 

كقوله صلى الله عليه وسلم : ( لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) ، وقوله : ( أحشدوا فإن سأقراً عليكم ثلث القرآن) وقوله : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) ثلاث مرات .

 

3)     كلما كان أسلوب التشويق قويا ، كلما كانت الدوافع أقوى .

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق